إضراب المعلمين يدخل يومه الثالث وسط تراجع الأمل بانفراج الأزمة
المدينة نيوز- دخل إضراب المعلمين في القطاع الحكومي يومه الثالث، وسط تراجع الأمل بحدوث انفراج للأزمة، فيما أعرب أهالٍ عن انزعاجهم وقلقهم من أن يكون أبناؤهم ضحية للإضرابات والاعتصامات.
ووفق هؤلاء الأهالي، فإن ذلك سيؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي وسير العملية التربوية، مطالبين بضرورة تدخل الجهات المعنية والمختصة لإيجاد حلول لأزمة المعلمين، الذين أضربوا استجابة لدعوة لجان معلمي الأردن، والوطنية لإحياء نقابة المعلمين، وعمان الحرة وحتى تلبية كامل مطالبهم المتمثلة في صرف علاوة كاملة وبدون تجزئة.
وأحجمت عائلات عن إرسال أبنائها إلى المدارس، في حين أعلن اتحاد طلبة المدارس "أجيال" تنظيمه اليوم اعتصاما تضامنيا أمام رئاسة الوزراء.
ويأتي هذا الاعتصام بالتعاون مع الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، واللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين/ فرع عمّان، وبمشاركة أولياء أمور طلبة، تحت شعار "من أجل تعليم أفضل وكرامة المعلم من كرامة الوطن"، للمطالبة بتلبية مطالب المعلمين كافة.
إلى ذلك، دعت اللجان الثلاث الأهالي إلى التحلي بالصبر والتحمل لحين الاستجابة لمطالبهم، مؤكدة أن المعلمين على استعداد لتعويض الطلبة عن أيام الدراسة التي خسروها.
مصدر مسؤول في الوزارة دافع عن القرار في حديث لـ"الغد" أن "علاوة 10 % كل عام تكلف الحكومة 27 مليونا ونصف المليون دينار".
وقال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الوطنية إبراهيم محادين إن "نسبة الإضراب في مدارس الذكور في العاصمة تجاوزت
90 %، فيما بلغت في مدارس الإناث نحو 60 %".
وأكد محادين أن نسبة الإضراب في العاصمة عمان في ازدياد مستمر، مشيرا إلى أن المعلمين مستمرون في إضرابهم لحين الاستجابة لمطالبهم.
أم سامر وهي أم لأطفال على مقاعد الدراسة، أعربت عن استيائها الكبير مما يحصل في المدارس من انقطاع المعلمين عن التدريس، محملة الحكومة مسؤولية ما حصل كونها لم تتعامل مع حراكهم بجدية.
وتؤكد على أحقية مطالب المعلمين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، بيد أن هذه المطالب يجب ألا تؤثر على مصلحة الطلبة.
وطالبت ببحث مطالب للمعلمين بالطرق السليمة بعيدا عن العوامل التي تؤثر على الطلبة، خاصة وأن الطلبة أصبحوا جاهزين لبدء فصلهم الدراسي الثاني بعدما قاموا بشراء القرطاسية والأدوات التي يحتاجونها لعامهم الدراسي.
وقال أبو عمر إن "الإضراب يؤثر على الطالب بطريقة سلبية نظراً للتسيب الحاصل جراء الإضراب، خصوصا أن أبناءنا ليس لهم علاقة بطلبات المعلمين".
الطالبة ليلى عمر (16 عاما) أعربت عن وقوفها إلى جانب مطالب معلميها، لكن يقابل هذه الحقوق حق الطلبة في الدراسة بدون أن يهدر وقتهم بهذا الشكل، في وقت اتفقت معها زميلتها في المدرسة ميساء أحمد (13 عاما).
وقال أمين عام وزارة التربية التعليم الأسبق فواز جرادات إن "الحل الجذري لقضايا المعلمين يكمن في حوار وطني لبحث قضايا المعلمين جميعها للوصول الى حل للخروج من أزمة الإضرابات والاعتصامات".
أما الخبيرة التربوية أمل العلمي، فاعتبرت أن اعتصام المعلمين لتحسين ظروفهم يجب أن لا يتم على حساب واجبات العمل، مبينة أن المعلم يقدم واجباته لمليون ونصف المليون طالب وطالبة تقريبا، لذا يجب عليه ان يحرص على مصلحة الطلبة كما يحرص على مصلحته.
من جهته، أكد المستشار الإعلامي الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أيمن البركات على نهج الوزارة في الحوار والتواصل الدائم مع المعلمين ولجانهم في كل القضايا التربوية، وأن الوزارة وهي تقدر للمعلم كل إنجازاته في النهضة التربوية تسعى دائماً بكل السبل لتحقيق الممكن والمتاح بكل الظروف.
وقال البركات إن "الوزارة وفرت لجميع المدارس في المملكة جميع الكتب المدرسية للفصل الدراسي الثاني، وقامت المدارس اليوم بتوزيعها على أبنائنا الطلبة، وكذلك توزيع شهادات الفصل الدراسي الأول".
وفيما يتعلق بسير العملية التعليمية والتربوية في المدارس أوضح أن دوام المدارس في جميع محافظات المملكة كان يتراوح بين الانتظام الكامل في كثير من مدارس المملكة وبين التوقف عن التدريس في العديد من المدارس بسبب امتناع دخول معلمين للغرف الصفية في المدارس الحكومية، فيما سار انتظام شبه كامل في جميع المدارس الخاصة كذلك في مدارس الإناث في المدارس الحكومية، بحسب البركات.
وعلى صعيد آخر، قال البركات إن "أبناءنا الطلبة انتظموا في مدارسهم اليوم تأكيداً لحقهم الدستوري في التعليم وامتثالاً لبدء الفصل الدراسي الثاني وحرص أولياء الأمور في هذا الاتجاه".
وأضاف البركات أن الوزارة ستقوم بتنفيذ برنامج التغذية المدرسية اعتباراً من يوم الأحد المقبل للمناطق المحددة والمستهدفة في برنامج التغذية المدرسية.
وبين البركات أن الوزارة تقدر مطالب المعلمين وتثق بالحس الوطني العالي تجاه مهنة التعليم ومسؤوليتهم في الالتزام بالعمل نظراً لعظم الدور الذي يضطلعون به في المجتمع، والإيمان الكبير بقدرتهم على تقدير ما يترتب على توقف التدريس، حيث أن التعليم بالنسبة للأردن هو الأساس والأولوية في النهضة الشاملة والإنجاز الوطني.
الغد