المخدرات هاجس يؤرق الأردنيين والمكافحة بطيئة
المدينة نيوز- في وقت تزداد المضبوطات من المواد المخدرة خلال الأعوام الأخيرة في الأردن، هناك مؤشر على ارتفاع عدد عمليات التهريب، وزيادة كميات المادة المهربة، خاصة وهناك جماعات تستهدف مجتمع الشباب بشكل مباشر، عبر بوابة تدخين السجائر والنارجيلة، ثم المشروبات الكحولية، وبعدها المخدرات والحبوب المخدرة والمهدئة التي يقع في براثنها مئات الشباب عبر «السوق السوداء».
وهي رائجة في الزرقاء وعمان وإربد ومناطق شعبية عديدة، وحتى بعض الجامعات، حيث يتم توفير كميات الحبوب التي يتاجر بها بعض المدمنين والمتعاطين ويحصلون عليها بطرق غير شرعية من صيدليات خاصة أو عامة، اضافة الى انها تتوفر عبر التهريب.
وبموازاة المخدرات التي تنتشر بين الشباب المدمن عليها هناك الكحول التي تعتبر الأكثر انتشارا بين الذكور، تليها الحبوب المخدرة، فـ «الافيونيات» كالهيروين والمواد الطيارة، في حين تقبل الفتيات على الحبوب المخدرة، أكثر من إقبالهن على الكحول أو الهيروين.
الرائد مازن قبلان مدير مركز علاج المدمنين، التابع لإدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية أكد أن تعاطي الحبوب المهدئة بات مشكلة لأنها لا تخضع لعقوبة قانونية كالمخدرات.
وحذرت الجمعية العربية للتوعية من خطر العقاقير والمخدرات، خاصة والمملكة باتت تعاني من انتشارها بين مواطنيها. ويأتي التحذير بعد سنوات من تأكيدات المسؤولين بأن الاردن مجرد ممر للمخدرات، لكنه بات الآن مستقرا لها.
وقال رئيس الجمعية الدكتور عبد الله عويدات، ان المملكة لم تعد ممرا فقط، لأن المروجين باتوا يستهدفون جميع فئات المجتمع، فجعلوها مستقرا، محذرا من تكتيكات واستراتيجيات جديدة للمهربين، وكان حزب الاتحاد الوطني الأردني اقام منتدى لبحث الظاهرة تحدث فيها عويدات قائلا: إن انتشار تعاطي المخدرات عندنا بدأ عبر المهربين وعائلاتهم.
واستهدف أماكن تجمع الشباب وأصحاب الدخل المرتفع، لتنتشر في كافة المناطق، بسبب تطور الاتصالات والمواصلات والسياحة وغيرها. والأسرة تعتبر الخلية الأولى لمحاربة الآفة، التي تهدد الأمن والاقتصاد الوطني، وذلك عبر المتابعة الحثيثة، والتكاتف الاجتماعي الواسع.
تطور هائل
ويسرد المقدم خضر آل خطاب من إدارة المخدرات ان الاسباب التي حولت المخدرات في الأردن الى ظاهرة تشمل التطور الهائل في وسائل الاتصال والانتقال، وطول حدود المملكة مع الدول المجاورة. واعتاد الأردنيون القول ان بعض مناطق المملكة عصية على الأمن. وهي ذات المناطق التي تنتشر فيها المخدرات تجارة وتعاطيا.
وأقر بأن إدارة المكافحة تتجنب التعامل مع بعض المناطق لتقليل حجم الخسائر بالأرواح والممتلكات، خاصة في مناطق التشابك العشائري. ووصف العقوبات القانونية، المتعلقة بتجارة وتعاطي المخدرات، بـ «الرادعة»، مستدركا ان مكافحة المخدرات تحتاج تكاتف الجهاز الأمني المختص مع قوى وفعاليات المجتمع.
وطالب محمد الخشمان رئيس حزب الاتحاد الوطني الأردني بوضع استراتيجية وطنية لمكافحة الظاهرة، خاصة والاتحاد الوطني يتبنى خطة للتوعية من خطر الظاهرة، ومحاربتها، عبر توحيد وتكاتف الجهود الرسمية والشعبية في مختلف مناطق المملكة. واعتبر البطالة والفراغ الفكري من أسباب انتشار ظاهرة المخدرات، وأكد أن الإصلاح يبدأ من النفس، ويتسع ليشمل الأسرة، فالمجتمع.
البيان الأمارتية