مشاريع محاربة الفقر المتعثرة

- تمّ رصد مبالغ كبيرة, وتقديم مشاريع طموحة لمحاربة "جيوب الفقر", وتمّ إقناع مجموعة من الدول الغنيّة بالتبرع للإسهام في إقامتها, وتمّ استملاك الأراضي المخصصة من أجل الشروع في التنفيذ, وبالفعل تمّ الشروع بها, ولكن ما هو المآل وأين المصير?
هناك دراسة حكومية تمّ القيام بها على مشاريع جيوب الفقر تلك, وخرجت الدراسة بنتيجة محزنة, فقد تمّ الوقوف ميدانياً على سبعة مشاريع في مناطق مختلفة من الأردن, تبين أنّ ستة منها فاشلة ومتعثرة, وهناك مشروع واحد عامل ولكن ليس بالفاعلية المطلوبة.
فبعض المصانع تحولت إلى مبانٍ مهجورة, وبعضها تمّ إنشاء الهيكل العظمي ولكنّها بقيت بلا تشطيب, وبعضها لم يرَ النور ابتداءً.
وترى الدراسة الحكومية أن سوء التخطيط وضعف الإدارة, وانعدام الرقابة كانت من أهمّ عوامل فشلها, وإذا أضفت إليها "الفساد" وهو سبب كلّ علة, فإنّ ذلك يؤدي إلى الطامّة الكبرى, ولذلك تمّ إنفاق الأموال وفي المقابل ازدادت نسبة البطالة وارتفعت نسبة الفقر متمثلة بزيادة عدد جيوب الفقر من (22) جيباً إلى (38) جيباً.
والسؤال يجب توجيهه لمعالي وزير التخطيط جعفر حسان, الوزير المخضرم الذي جاء في عدة حكومات, لماذا هذا الفشل? وعندما زار أحد هذه المشاريع في الأغوار الشمالية ألم يلحظ كيف تحوّل المبنى إلى (وكر) يجتمع فيه الأطفال المدمنون الذين يشتمّون (الآغو), ويدخنون ومن ثمّ يكونون عرضةً للانحراف والجريمة.
هناك مشاريع قائمة على الورق فقط, ولكن بعض الجهات الرسمية تقدم صورة وردية من خلال التقارير المعدّة جيداً والتي تتكلم عن إنجاز ما نسبته 75% من المشروع, وكلّ ذلك تلاعب بالأرقام, وضحك على ذقون الأردنيين; كما أثبتت الدراسة المنشورة في الصحف المحلية.
(العرب اليوم )