أبناؤنا (الخط الاحمر) ... اضراب المعلمين في الذاكرة!
تم نشره الأحد 19 شباط / فبراير 2012 02:21 مساءً
المهندسة أسماء الخريسات
لو سئل طفل العاشرة اليوم بعد عشر اخر من السنين عما يذكره عن الربيع العربي فتراه ماذا سيقول؟
لا بد انه سيذكر فيما سيذكر مما اختزنته ذاكرته من صور و قصص و احاديث, وجوه قادة سقطوا و موازين انقلبت وأسماء لطالما جلست في مقدمة الصفوف و تعلقت بها العيون و قد أصبحت وراء القضبان, و أحوال اقتصادية ألمت بذويه فاقتصدوا في المطعم و المشرب, وسيذكر و جوه و لهجات جديدة بدأ بعض الناس من حوله يتحدثونها, و سيذكر ان أباه و ربما أمه ايضا قد نزلوا لأول مرة الى الشوارع هاتفين بأسماء لم يدركها حينها كالحرية واعادة الهيكلة, و ظنها حينها أسماء لخصوم أو حتى أصدقاء, وبالذات ذلك المغضوب عليه المسمى الفساد! و فيما سيذكر ومن المؤكد انه سيستفيض بالذكر عن يوم امتدت عطلتة الفصلية لقرابة الشهرين أو أكثر! يومها ذهب للمدرسة و لم يجد ما اعتاد أن يجده: معلم و صف و مدير.
سيذكر أن حياته لم تعد بعدها كما كانت من قبل, فحاله كحال ذويه لم تعد كما كانت بعد ذاك الربيع و الصيف و الشتاء العربي. ولكن لمن كان في مقامه من صغر في السن ومحدودية في الثقافة و رغبة جانحة في اللعب و التمرد فقد وجد و اقرانه فرصة سانحة لقلب الموازين: سيذكر ان اصحابه قد تفرقوا منذ ذلك اليوم: فالميسور منهم أصبح يركب باصا برتقالي اللون مائل للصفرة يأخذه كل يوم لمدرسة بعيدة عن الحي, واخرين استمرؤا التجوال في الشوارع و ما عادت الصفوف تتسعهم بعدها و البعض منهم رحلو لديار أخرى مازال الأطفال فيها يذهبون للمدارس, أما غالبيتهم فقد عاودوا القعود في الصفوف و التزام الدراسة بعد اضراب و اعتصام طويل للطلبة و ذويهم, و هو اعتصام ذّيل اعتصام المعلمين. فبعد أن حقق المعلمون مرادهم من زيادة في الرواتب و العلاوات و ما كان لهم من حقوق مشروعة من نقابة و ثقل سياسي و عادوا لمدارسهم, لم يجدوا الطلبة و لا ذويهم بالانتظار!
فقد بدأ الطلبة و ذويهم اعتصامهم من حيث أنهى المعلمون, ووقفوا حينها ذات المكان, مطالبين بتعليم حديث و أساليب تربوية و مناهج تطبيقية ترتقي لمستوى المرحلة, تعتمد على الفهم و التحليل و نبذ الحفظ و الصم و التلقين, و طالبوا فيما طالبوا به بأسلوب جديد في التعامل مع الطلبة مبني على الترغيب و الاحترام و الابداع. رفض الطلاب حينها العودة للمدارس اذا لم تصلح بنيتها التحتية من مرافق صحية و مختبرات و أول ما دعوا اليه تفعيل حصة الحاسوب و المكتبة المدرسية و الفن!
تعقدت الأمور الى حد كبير, و اضطرت الأمهات العاملات الى أخذ اجازة مفتوحة , أما الاباء فقد بدؤا باصطحاب أبناءهم المراهقين الى العمل, فقد ازدادت حوادث العنف بين الشباب و ما عادوا يأمنون عليهم. و بالرغم من الوساطات و المبادرات العديدة الا أن الأمور كانت قد تصاعدت بشكر مطرد لم يكن ليخطر ببال المعلمين و لا الطلاب حين بدؤا باعتصامهم.
لم يكن بوسع الطفل الشاب أن يتذكر كل التفاصيل عن ذلك الربيع و الشتاء و الصيف العربي الطويل و لكنه مازال يذكر كل يوم صوت أمه و أمهات أخريات كثر, تجمهرن أمام رئاسة الوزراء قائلين: اصنعوا ما تصنعوا ولكن أبناؤنا و مستقبلهم خط احمر!
لا بد انه سيذكر فيما سيذكر مما اختزنته ذاكرته من صور و قصص و احاديث, وجوه قادة سقطوا و موازين انقلبت وأسماء لطالما جلست في مقدمة الصفوف و تعلقت بها العيون و قد أصبحت وراء القضبان, و أحوال اقتصادية ألمت بذويه فاقتصدوا في المطعم و المشرب, وسيذكر و جوه و لهجات جديدة بدأ بعض الناس من حوله يتحدثونها, و سيذكر ان أباه و ربما أمه ايضا قد نزلوا لأول مرة الى الشوارع هاتفين بأسماء لم يدركها حينها كالحرية واعادة الهيكلة, و ظنها حينها أسماء لخصوم أو حتى أصدقاء, وبالذات ذلك المغضوب عليه المسمى الفساد! و فيما سيذكر ومن المؤكد انه سيستفيض بالذكر عن يوم امتدت عطلتة الفصلية لقرابة الشهرين أو أكثر! يومها ذهب للمدرسة و لم يجد ما اعتاد أن يجده: معلم و صف و مدير.
سيذكر أن حياته لم تعد بعدها كما كانت من قبل, فحاله كحال ذويه لم تعد كما كانت بعد ذاك الربيع و الصيف و الشتاء العربي. ولكن لمن كان في مقامه من صغر في السن ومحدودية في الثقافة و رغبة جانحة في اللعب و التمرد فقد وجد و اقرانه فرصة سانحة لقلب الموازين: سيذكر ان اصحابه قد تفرقوا منذ ذلك اليوم: فالميسور منهم أصبح يركب باصا برتقالي اللون مائل للصفرة يأخذه كل يوم لمدرسة بعيدة عن الحي, واخرين استمرؤا التجوال في الشوارع و ما عادت الصفوف تتسعهم بعدها و البعض منهم رحلو لديار أخرى مازال الأطفال فيها يذهبون للمدارس, أما غالبيتهم فقد عاودوا القعود في الصفوف و التزام الدراسة بعد اضراب و اعتصام طويل للطلبة و ذويهم, و هو اعتصام ذّيل اعتصام المعلمين. فبعد أن حقق المعلمون مرادهم من زيادة في الرواتب و العلاوات و ما كان لهم من حقوق مشروعة من نقابة و ثقل سياسي و عادوا لمدارسهم, لم يجدوا الطلبة و لا ذويهم بالانتظار!
فقد بدأ الطلبة و ذويهم اعتصامهم من حيث أنهى المعلمون, ووقفوا حينها ذات المكان, مطالبين بتعليم حديث و أساليب تربوية و مناهج تطبيقية ترتقي لمستوى المرحلة, تعتمد على الفهم و التحليل و نبذ الحفظ و الصم و التلقين, و طالبوا فيما طالبوا به بأسلوب جديد في التعامل مع الطلبة مبني على الترغيب و الاحترام و الابداع. رفض الطلاب حينها العودة للمدارس اذا لم تصلح بنيتها التحتية من مرافق صحية و مختبرات و أول ما دعوا اليه تفعيل حصة الحاسوب و المكتبة المدرسية و الفن!
تعقدت الأمور الى حد كبير, و اضطرت الأمهات العاملات الى أخذ اجازة مفتوحة , أما الاباء فقد بدؤا باصطحاب أبناءهم المراهقين الى العمل, فقد ازدادت حوادث العنف بين الشباب و ما عادوا يأمنون عليهم. و بالرغم من الوساطات و المبادرات العديدة الا أن الأمور كانت قد تصاعدت بشكر مطرد لم يكن ليخطر ببال المعلمين و لا الطلاب حين بدؤا باعتصامهم.
لم يكن بوسع الطفل الشاب أن يتذكر كل التفاصيل عن ذلك الربيع و الشتاء و الصيف العربي الطويل و لكنه مازال يذكر كل يوم صوت أمه و أمهات أخريات كثر, تجمهرن أمام رئاسة الوزراء قائلين: اصنعوا ما تصنعوا ولكن أبناؤنا و مستقبلهم خط احمر!