نشامى الأمن العام
ينحني المرء اكراماً وتواضعاً أمام نشامى الامن العام ومرتباتها، فما يقوم به هذا الجهاز تنوء عن حمله جبال.
في الثلوج نراهم يفتحون الطرق ويساعدون المارة ، مشياً على اقدامهم، وتحت قصف البرد ولسعة الهواء، دون شكيمة أو شتيمة، وتهب عواطفهم مرة واحدة لنصرة سيارة عالقة، أو لمناجاة امرأة فقدت السيطرة على مركبتها.
يراهم المرء يومياً ، في الشتاء والصيف وباقي الفصول، يعانقون النخل والسماء بشهامتهم، فهم رجال قد أقسموا أن يبقو على قيد الضمير و الوطنية والإلتاف حول الراية الهاشمية والسير على خطى الهاشمين الكرام.
هو ليس فقط جهاز أمني تقتصر وظيفته على أدارة النظام وتطبيق القانون، بل هو كما يقول مدير هذا الجهاز ، حسين المجالي- اطال الله في عمره، جهاز اجتماعي مدني، يساعد الناس في شتى الظروف وفي كل المناسبات، لهذا يحار المرء احياناً ازاء هذا الكرم الوطني، الذي ينبع من القلب والصدر.
نُشاهد احياناً أفراد هذا الجهاز قد شملهم الكرم الوطني، فيحلون مشاكل ومشكلات المواطنين، فيحاولون منع مشاجرة على وشك التخريب، ونراهم مرات اخرى عند تخوم الخطر، يخاطرون بحياتهم ورزقهم، في سبيل حماية مواطن من بطش القدر، يتحملون في ذلك جميع المغالطات بروح معنوية عالية ونشامى وشهامة تصدر من الاعماق.
في جميع دول العالم يشكل رجال الامن رعباً للمواطنين، إلا في بلدنا العزيز الأردن، فأنت تطلب المساعدة من هذا الجهاز كانك تطلبها من والدك أو أخوك، وتتحدث معهم فيمتلىء صدرك بالنشاط والحيوية، فرجالات هذا الجهاز يتمتعون بروح معنوية عالية وصمود وارادة صلدة تند عن الوجود في هذا الزمن الصعب،
ويمكن لأي مواطن ان يوقف رجل أمن ليستفسر منه عن منطقة معينة أو عن منزل شخص ما، ليهب في مساعدته رغم تعب الحياة وصعوبة الموقف.
نكتب أحياناً بملل أو ضجر، فالزمان لم يعد زماناً كما يقول الشاعر، وفي حين نقف عند مآثر رجالات الوطن وحاميَ لواءه ، تنتعش الكلمات وترتفع العزيمة، امام من صبروا وقدموا أجمل ما نعتز به في وطننا العزيز وهو الامن والأمان، فحمى الله بلدنا وهذا الجهاز وحمى رجالاته الذين يتصرفون بحمى الهاشمين ونهجهم.