بصدد (الجقَم) كممارسة يومية

- أحاول فيما يلي القيام بتفكيك أولي لمفهوم "الجقَم" بعد أن لاحظنا التنوع الشديد في تطبيقاته في الظروف الحالية.
فـ"الجقَم" لغوياً في الكلام الدارج هو إمالة الفم الاختيارية او الاجبارية, ونقول: "جَـَقم ثُمّه" بمعنى أمـال فمه جانباً, والرجـل "اِجْـَقم" والمـرأة "جَـقْما", وفي المثل الشعبي: "ثـم اجقم وخاشوقة", وترجمته شبه الفصحى: "فم أجقم وملعقة", ويستخدم للإشـارة الى الشخص الوضيع الذي يبالغ في مطالبه.
لكن هناك اشتقاقاً آخر يختلف قليلاً, فعندما نصف رجلاً بأنه "جِقِم" (بكسر الجيم والقاف), يكون معنى ذلك أنه عنيد يجادل في البديهيات, وتجمع "جُـقُـم" (بضم الجيم والقاف) أو "جِـقْـمين". ومع ان هذا الوصف يطلق على الذكور غالباً, لكن يحدث أن نصادف سيدة "جِـقْمه", وتجمع "جِقْمات".
ورغم ما يبدو من أن "الجقَم" الوارد في المصطلح الأردني يعادل "التناحة", غير أن هناك فرقاً جوهرياً يكمن في ميل "الـجّـقِم" الى النقاش وكثرة الردود والمجادلة, بينما يميل "التّنِح" الى الصمت, ولكن بكل الأحوال ينبغي هنا التفريق بين أن يكون الشخص"جِقْماً" على الدوام, وبين أن يكون كذلك استثنائياً في حالة المخاصمة فقط. مع ضرورة التفريق بدقة بين "الجقَم" من جهة, والثبات على الموقف من جهة أخرى.
أخيراً أختم بالتذكير اني استعنت كالعادة في مثل هذه المقالات بـ"معلمة التراث الأردني" للعلامة العزيزي.
(العرب اليوم )