يللي على راسه بطحه
التعبير عن الرأي حق من حقوق الإنسان أيا كان الوسط الذي يعيش فيه ومن أكثر القيم الإنسانية والصقها بمتطلبات التطور الفكري والحضاري لا بل أن حرية التعبير والنقد المسؤول يعد الحجر الأساس للديمقراطية وعنصرا رئيسيا للبنيان والرأي الأخر هو ما يعبر عنه الأفراد أو الجماعات من أفكار وقناعات أو مواقف وتصورات تتعلق بمختلف المسائل أو القضايا التي تمس جميع أفراد المجتمع ومستقبلهم وعليه فان احترام الرأي الأخر يمثل دعامة أساسية في بناء الشخصية المتكاملة لتلعب دورا فاعلا في عملية البناء والتطوير وقال الأولون إن تنوع الاراء والاختلاف فيها \" لا يفسد في الود قضية \" .
من كبرى مشاكلنا في الأردن فئات المناهضين لحرية التعبير والرأي الأخر الذين لا يتقنون سوى وضع العصي في الدولايب الذين منهم من يدعون امتلاكهم الحقائق وسدادة الرأي .... وفئة الصفر في مجتمعاتهم ممن لا يقدمون ولا يؤخرون ... الذين يذكرونني بمترجم في العصر العباسي قال حين ابلغوه أن أخيه(حنون) أعلن إسلامه ( ما زاد حنون في الإسلام خردلة … ولا النصارى على علم بحنون) وأما أشدهم حنقا من سماع الرأي الأخر ونقد أدائهم فهم فئة من قيض لهم \" بالواسطة أو الحظ \" تولي مناصب عامة لها تأثير مباشر في حياة الناس ... حيث تنقصهم عناصر الثقة بالنفس والحكمة وبعد النظر وتراهم يتخبطون في مواجهة النقد بالشكوى والتذمر والبهتان لا بل ان بعضهم \" بحكم المنصب \" قد يتعدى ذلك إلى إلحاق الضرر بمنتقديهم ومثل هؤلاء ينطبق عليهم المثل الشعبي \" يللي على راسه بطحه بتحسسه \"
تعددية الأراء وتنوعها واختلافها داخل المجتمع الواحد يعد دليل عافية ونضوج وظاهرة حضارية في ظل فشل الأنظمة الشمولية التي تقوم على الرأي الواحد ونحمد الله كثيرا في الأردن على علو سقف حرية الرأي والتعبير الذي رسخه الهاشميون كابرا عن كابر .