المطالبون برحيل الخصاونة يدعمون الفساد
بسم الله و الصلاة و السلام على حبيبي محمد رسول الله و بعد:
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ( * ) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
منذ اللحظة الأولى لاستلام الخصاونة رئاسة الحكومة بدأت تتعالى الأصوات المطالبة برحيله و تلك التي تتهم الرئيس و وزرائه بالفساد، و كلما تعالت هذه الأصوات كلما ازدادن دهشتي! لماذا ينعتون حكومة كهذه بالفساد بعد أن رأينا منها و من رئيسها ما رأينا؟ أم أنه عرف شعبي أن نتهم كل حكومة بالفساد و عدم الإصلاح؟
و على الرغم من الضغوط الجبارة على الخصاونة و فريقه من مافيا الفساد و الرعاة الرسميين في الداخل و الخارج إلا أننا لا نستطيع بأي شكل من الأشكال أن ننكر أنه وخلال أقل من 4 شهور على استلامه قد خطى خطوات حقيقية و قوية باتجاه الإصلاح، و لمن ينكر ذلك أذكرهم بالآتي:
- وضع الخصاونة جدولاً زمنياً لبرنامج الحكومة الإصلاحي و هم حتى الآن ملتزمون بهذا الجدول تماماً.
- فتح في عهد الخصاونة ملفات لم يجرؤ أحد قبله على فتحها! ووضعت في السجن شخصيات لم نكن نجرؤ أن نتحدث عنها مجرد الحديث، فهذا عمر المعاني يمثل كغيره أمام المدعي العام ثم ينام 14 يوماً في السجن على الرغم من كل الضغوط، و لا يزال أمره منظوراً أمام القضاء. و ها هو محمد الذهبي الذي كان يرسم السياسات الأمنية للأردن كله و ينافس رؤساء الوزارات سلطاتهم يقبع خلف الأقفاص بلا حول ولا قوة. و لا زالت الملاحقة مستمرة لرموز من العيار الثقيل إن صح التعبير، و اسمحوا لي هنا أن أقتبس من كلام وزير الإعلام السيد راكان المجالي حين قال: رأس الفساد الأمني في السجن الآن، و رأس الفساد الاقتصادي سيكون قريبا في السجن.
- عون الخصاونة الرئيس الوحيد الذي فتح قنوات الحوار مع المعارضة و خاطب جزب جبهة العمل الإسلامي و الإخوان المسلمين كتنظيم أردني لديه برنامج و رؤية و لم يخاطبهم كأنهم أعداء يجدر قمعهم و فرض تعتيم إعلامي عليهم كما فعل غيره.
- عون الخصاونة هو الوحيد الذي تجرأ على القول أن إخراج خالد مشعل و قيادات حماس من الأردن كان قراراً خاطئاً و فيه مخالفة للقانون، على الرغم من كل الضغوط عليه حتى يلزم تيار من هم قبله.
- نجح عون الخصاونة و فريقه في حل معضلة ربما تكون الأصعب في عهده، و هي إضراب المعلمين، ففي حين كان غيره في مثل هذه الأزمات ينتظر تدخلا ملكيا و مكرمة ملكية استطاع الخصاونة و فريقه حل الموضوع بما لا يشكل تهديداً للميزانية التقشفية التي وضعها و بما لا يقلل من قدر المعلم و هيبته بحيث أرضى الحل الوسطي الجميع تقريباً
- و أخيراً في إشارة من الخصاونة إلى رفض التعيينات على الواسطة و المحسوبية و الترهل الإداري و البطالة المقنعة أمر بإلغاء وظيفة مستشار و التي نعرف كيف يعين أصحابها في كل الوزارات و المؤسسات الحكومية.
بعد كل هذا وغيره أما زلتم تشككون في الرجل الذي لم ينه المائة يوم في الوزارة ؟ أرجوكم دعوه يكمل ما بدأ، و عندما ننتخب المجلس النيابي بنزاهة و الذي سيمثلنا بالشكل الحقيقي عندها سأكون أنا أول المطالبين بحكومة منتخبة، فهذا حق لا يجدر بنا التنازل عنه، و لكن لكل مقام مقال.
أما المنادون الآن برحيل الخصاونة فأحد فريقين:
- إما مغرر بهم لم يخططوا و لم يسألوا أنفسهم ... رحل الخصاونة ماذا بعد ذلك ؟ أتريدون أن يعود فايز الطراونة أم معروف البخيت أم سمير الرفاعي أم عبدالكريم الكباريتي أم باسم عوض الله؟ أم ننزلق إلى ما انزلق إليه من هم حولنا؟
- أو أن يكونوا من رعاة الفساد المتضررين من ملاحقة الفاسدين و يريدون عزل هذا الفريق الذي صار بشكل كابوساً بالنسبة لهم بأسرع وقت ممكن حتى لا تطال المشانق رقابهم!
و أخيراً أقول دعونا لا نكون مع الفاسدين بقصد أو بغيره فنشكل مزيداً من الضغوط على هذا الفريق الذي لا أقول إلا : كان الله في عونه، و لا نتبع مروجو الشائعات الهدامة . و لنلزم قول الله تعالى: " " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " "
نعم سنندم إن عدنا خطوات للوراء, فالخصاونة إما أن ندعمه فيغلب و إما أن نكون مع الفاسدين عليه فيختنق فيهرب أو ينهب و كلاهما مر!
حكموا عقولكم و اتقوا الله في أنفسكم و بلدكم و رجالكم.