نهاية من يغادر قصر الملك

تم نشره الثلاثاء 08 أيّار / مايو 2012 05:51 مساءً
نهاية من يغادر قصر الملك
يوسف المومني


كان يعيش النّسر الشامخ في قصر الملك , وكان يمتلك من الدَّلال والنّعيم والعِزّ مالا يمتلكه غيره ,فهو نسر الملك , فهذا خادمٌ للإطعام , وهذا آخر للحمّام , وذاك لمرافقته في رحلة ترفيهية ونزهة (قنيص) , وغير ذلك من صنوف الخدمات, لم يكن النسر يعرف أنه في نعمة يتمناها كُثر , فقرَّرَ أن يغادر وفي قرار مفاجئ قصر الدَّلال الذي يعيش فيه , وينطلق الى عالم آخر ظنّاً منه الحصول على حياة أفضل, فغادر هارباً ولم يشعر به أحد إلا عندما جاء وقت طعامه فلم يجده خادمه .

النسر طار وطار حتى حطَّ رحاله في بيت سيدة عجوز , فأخذت بمحاولة اصطياده ونجحت في إحاطته وحبسه في قفص.

ومباشرةً بدأت العجوز باتخاذ قرارات بتغيير شكل النسر وفق رؤيتها له والتي تختلف عن نظرة الملك وحاشيته فقررت أن تقص أظافر النسر منطلقةً من شفقتها عليه بضرورة تقليم الأظفار وقالت :(يا حرام النسر أظافره طويلة) فقصَّتها ,ثم بخطوة أخرى قرّرت أن تقص منقاره من نظرتها الى أن طول المنقار ليس علامة جمال ـ لا غرابة فهي لاتعرف قيمة النسر ـ ثم وبعد مدة ليست طويلة قررت قصَّ ريشه لأنه كثيف ولا يتوافق ورؤية العجوز للطير الذي تريد اقتناءه فكان ذلك.

الملك والحاشية يبحثون عن نسرهم المدلل والذي هرب بمحض ارادته (رافساً) نعمته الكبيرة, فوجدوه أخيراً في بيت السيدة العجوز فأحضروه إلى الملك في قصر العزِّ السابق للطَّير الهارب , فنظر إليه الملك نظرة استغراب وعتاب فإذا به نسرٌ بلا ريش يغطي جسده ويقيه الحرَّ والبرد ويعطيه جمال النسور , وأيضا بلا منقار يأكل ويشرب به ,ومن ثم بلا أظفار يدافع بها عن نفسه أويفترس بها فريسته ,وظهر عليه سوء الحال والضعف,,فقال له الملك: ـ هذا حال من يغادر قصر الملك ـ...

وأيضا الأمة الاسلامية الآن والتي كانت وهي عاملة لدينها وعقيدتها كانت كما النّسر في بيت الملك وكان الله مانحاً لها العزَّة والمَنَعَة والقوَّة والظُّهور, ولما تركت بيت العز وهو الدين والإرتباط بملك الملوك الحقيقي الله جل جلاله أصبحت منتوفة الريش ,مُقصقصة الجوانح والأظافر لدرجة لا تستطيع أن تدافع عن نفسها بل ومقطوعة اللسان لا تستطيع أن ترد كلمة لمن يهين ويسيء.

فالحل العودة لقصر الملك لأن الله اذا أردت أن تعود اليه قبِلك وأعاد لك الهيبة والمكانة والرفعة ,وعدت عزيزا تذلُّ لك الدنيا ويخدمك القاصي والداني لأنك منتسبٌ الى الملك الذي يعطي العزة والسُّمو لمن ينتسب إليه وإلى جبروته جل جلاله.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات