الاستخفاف بالمعارضة الأردنية خطأ
ليس من الحكمة الاستخفاف بعقول المواطنين، والازدراء بإرادة الشعب وهمومه ومصالحه الحيوية، والترويج لأزمات وطنية مختلقة، لا وجود لها إلا في مخيلة من اختلقها، في محاولة يائسة لحجب شمس الحقيقة الناصعة لدا الكثير من العقلاء .
إن ظاهرة الفساد تتسع وتنتشر برغم جدية الحكومات المتعاقبة على مكافحتها ، كما أن ظاهرة وادي عربة قد حازت على شريحة كبيرة من العقلاء أبناء الوطن على شجبها واستنكرها .
وأمام عجز الحُكومة في تبرير موقفها المتكررة الذي يساعد على مزيد من الإحتقنات الشعبية وتأزم العلاقة بينها وبين المواطن ، بدأت تفقد السيطرة تدريجياً على الشارع الأردني ، وعندما نسمع تهديد بعض لأحزاب الأردنية برفع السلاح إذا لم يتحقق العدل .
وفي هذا المجال لانريد المزاودة على احد ولكن مانريده من الحُكومة الأردنية فرز المنغصات أو المهيجات وعلاجها لتخفيف الأحتقانات الداخلية والخارجية .
إن هذه المعارضة التي تفقد صوابها كلما رآت على شاشة التلفزة ممن يتظاهرون بمكافحة الفساد وهم بالأساس فاسدين !
أو جنت قروض تمويلات جبارة لمشاريع عملاقة تخدم حاضر الوطن ولا تخدم مستقبله ....؟
أو دافعت عن مصالحها الإقليمية الحيوية زوراً وبهتاناً وهي في حقيقة الأمر تعمل على اجندات خاصة عفنة .
من عبر عن رآيه في وسائل الإعلام يقاد إلى المعتقل ، فأي حرية وأي ديمقراطية ......؟
مجلس النوائب الأردني يعمل على اغلاق ملفات الفساد ويقبض الثمن من تحت الطاولة ، الشريف في هذا الوطن ينفى أمثال شرف وغيره من القضاة في شمال الأردن ، وغيرهم........... فأي مسيرة إصلاح في ظل إزدواجية المعايير الواضحة .
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) .
أعتقد بأن المعارضة الأردنية ما زالت ترفع شعارات سلمية ، ولكنني اخشى أن يجري ما لا يحمد عقباه في ظل سياسة التهميش المستمرة والمتعمدة .