جهاد جبارة : رسالة لمن أخرجه الملك مِن ظُلُمات السجن ليسكن حِضن والديه في ليلةٍ ثلجيّة
المدينة نيوز - خاص - كتب جهاد جبارة - :
إفعلها ثانيةً يا عدي!!!
صنعوا منكَ ناشطاً سياسياً يا غُلام,وأنتَ لم تبلُغ سِن الرُشد بعد!,وزيّنوا لك أن ناراً قد تُحيط بصورة الرمز الأردنيّ ستُسجِلُكَ بطلاً ربيعياً
كحِملان خرافٍ لا زالت قُبيل مجيئ الربيع تبحثُ عن أثداء المُرضعات!.
ولأنك في داخلك, وقبلَ إقدامكَ على فتحِ نار الكاز,والكبريت كُنتَ على يقينٍ بأنكَ تُسَدّدُ ناركَ على رمزٍ ممن يُطفؤون النار,ويُبعدونها,كي يستأثروا بنار العدوّ ليحموا أبناء شعبهم,وكُنتَ على علمٍ بأنهم المسامحون,الأوفياء "للعفو في المقدرة "!.
هاجَك أن تُسجَن,ويُحكَم عليك لظنٍ أن الذين بعثوك هم حبل النجاة,ولظنٍ أن هُناك من يرضى عن فِعلتك فيحملوك على أكتافهم ليجعلوا منك البطل المُظفّر المأمول الآتي من رحم الربيع الأردنيّ!.
"الربيع الأردني " لو تدري يا غلام من قادهُ,ويقوده!,أليس الملك الذي يحرص على أن يكون ربيعاً أخضراً يانعاً دون دماءٍ تُلوث اخضراره الربّانيّ البديع,والربيع الأردنيّ هو الذي بدأ منذُ قدوم "عبد الله الأول " واستقراره في "معان " مُلبياً دعوة أشراف الأردن لأبيه "الشريف الحسين " طيّب الله ثراه,فهل قرأتَ التاريخ يا أيها البطل المغوار الذي صام في سجنه كي يضحى قضية جوعٍ ظنّها ستقود لانتزاع رأفة الأردنيين,فما جَلبَت لكَ سوى رأفة الملك الذي أحرقت صورته؟!!!.
لن أضيف هنا سوى أن "عبد الله الثاني " استقى ويستسقي مكارمه من تعاليم,وجكمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم,الذي رأف بالعباد في رسالته الإلهية,وفي دينهِ,وفي تقواه,ثم استقاها "عبد الله " من "الحسين بن طلال " والده ووالدنا الذي عفى "والعفو في مقدرة " عن أولئك الذين لا ننسى مكارههم,كما لا ننسى عفوهُ,فهل أنت على بيّنةٍ من ذلك يا فتى؟!.
أخيراً,وليس آخراً فقد بعثتُ لكَ برسالةٍ عنوانها "إفعلها ثانيةً يا عدي ",وما قصدتُ بها سوى أن تفعلها ثانيةً بؤلئك الذين زيّنوا لكَ وأنتَ من صدّق وآمن بحقدهم,وجاهليتهم,وبؤس مطلبهم!
وأبارك لوالديك هديّة الملك التي ربما لا تستحقها أنت!
جهاد جبارة
jihadjbara@yahoo.com