العفو عند المقدرة .. شيمة الكرام
( يجبر بخاطر سيدنا ونتأسف للاساءة له وسنبقى الأوفياء لهذا الجميل ما حيينا ) بهذه الكلمات البسيطة عبّرت والدة عدي ابو عيسى عن فرحها حين بلغها نبأ الافراج عن ابنها .. فالتسامح شيمة هاشمية أصيلة اعتاد عليها شعبنا طوال مسيرة الأردن .. نهج هاشمي موصول نابع من القوة والصدق والوفاء من أجل كرامة الانسان .. واننا كأردنيين لم نفاجأ حقيقة بالعفو الملكي عن الشاب عدي على الرغم من اساءته الفادحة فقد كان عفوا متوقعا وهو ليس بالشأن الجديد على آل البيت .. فهذا الاسلوب والنهج جزء مما عودنا عليه الهاشميون من كرم وعفو عند المقدرة وهو ليس غريبا عليهم .. فكم من مخطيء وآثم أخطأ بحق الأردن وشعبه وقيادته الهاشمية الحكيمة وشمله عفو الكرام من بني الكرام .
لكنّ هذه المكرمة التي تنمّ عن حس انساني صادق وموقف أبوي رفيع من شأنها أن تسهم في زيادة التلاحم الوطني والترابط الاجتماعي والعمل من أجل مصلحة الوطن ورفعة شأنه ورصّ الصفوف بين أبنائه .. وهي كذلك حافز لكل المخلصين بألا ينجرفوا وراء الشعارات الزائفة والأهواء غير المسئولة وعلينا جميعا أن ننصهر في بوتقة الوفاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء بأمانة وشرف واخلاص .
اننا نأمل أن تشكّل هذه البادرة الملكية السامية عبرة بليغة ودرسا مفيدا لكل أبناء الأسرة الأردنية الواحدة بأن بقارنوا هذه المبادرات الكريمة بمحيطنا العربي وما يجري فيه من مظالم وتجاوزات وتعسف وقسوة بحق مواطنيهم وأن نستذكر في كل وقت مآثر الهاشميين الحميدة التي ينهل ويستقي منها الأردنيون معاني الحكمة والتسامح والحب والاخلاص .