كان عربياً وما زال!

المدينة نيوز - يوم التعريب هو لقيادة الجيش الانجليزية عشية الثاني من اذار قبل 56 سنة اما الجيش فقد كان عربيا وما زال ولذا فإني اطالب بوقف استعمال تعبير «تعريب الجيش» واعتقد ان هذه المناسبة كانت عابرة وقيمتها في وقتها لتأكيد عزم القيادة الاردنية الممثلة في الملك انذاك على اعادة بناء الجيش في قوامه الكامل من قيادته الى قاعدته وقد فعل.. واذكر قصة رواها الملك الراحل في رحلة الى العراق عشية احتفالات الجيش العراقي بتأسيسه في 14/1/1990 بعد ان عاد من قمرة الطائرة التي كان يقودها لتتولى القيادة فتاة اردنية، ورغب ان تطرح عليه بعض الاسئلة وقد كان منها كيف كنت تفكر في بناء الاردن حين عدت من الدراسة في بريطانيا لتتولى سلطاتك الدستورية؟ وكانت اجابته التي نشرتها في كتابي»الملك الانسان»واختصرها.. « كنت راغبا ان ابني ديموقراطية عن طريق الاحزاب كما في بريطانيا فاستدعيت رئيس الوزراء توفيق ابو الهدى وقلت: يا باشا اريد تأسيس احزاب اردنية لابني الحياة السياسية .. فنظر اليّ وقال : هل تسمح يا سيدي ان استشير المعتمد البريطاني..» عندها ادركت اننا ما زلنا نحتاج الى المزيد من الاستقلال والقوة.. كان عليّ ان انتظر ثلاث سنوات اخرى لاعرب قيادة الجيش ليكون اداة قوة ومنعة»..انظر كتاب الملك الانسان صفحة 176.
اذن كان لا بد ان تمر ثلاث سنوات قبل يوم اعلان تعريب قيادة الجيش ليكون اداة قوة ومنعة في تحقيق اهداف الوطن وحماية استقلاله وسيادته.. وهكذا..
لا تقرأ بطولات الجيش العربي وهو الاسم الذي ما زال يرصع شعار الجيش ويتوسط التاج فوق رؤوس الجند بيوم التعريب.ولكن تقرأ من خلال بطولاته في فلسطين واستبساله في الدفاع عن القدس وقوائم الشهداء الذين قدمهم والذين ما زالت حكايات استشهادهم تتلى وما زلنا بحاجة الى تدوينها وتحويلها الى علاج ضد الوهن والضعف والانقسام وجلد انفسنا او خذلان تاريخ جيشنا ..
قصص بطولات الجيش العربي الاردني كثيرة وهي تنتظر من يصبها في الدراما او اعادة الكتابة وتقديمها في كتب المناهج الوطنية التي ما زالت مدارسنا تخلوا من الكثير منها لاسباب لا اعرفها!!
اقلب صفحات كتابي الجديد عن القدس «مدينة السماء على الارض» وانظر في ارشيف الصور المصاحبة للكتاب وفيها ما ينطق عن بطولات الجيش العربي على اسوار القدس.. وخاصة معركة «الحي اليهودي»،واسرالجنود والضباط اليهود ونقلهم خلف الخطوط..واستراحة المحاربين منهم وسط احتضان شعبي مقدسي لبطولاتهم..
وارغب ان استشهد بما قالت به الاعداء عن بطولات جيشنا وتحديدا ما قاله بن غوريون مؤسس الدولة الاسرائيلية في حزيران عام 1949 «لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الاردني ضعف قتلانا في الحرب كاملة « ومعركة باب الواد كانت بقيادة الراحل حابس المجالي عام 1948 وقبل تعريب قيادة الجيش عام 1956 ..
ومن البطولات معركة «النوتردام» المعروفة وصمود وبطولة الجيش العربي فيها وقتاله لثلاثة ايام متواصلة دفاعا عن باب العمود في القدس.ومعركة «رامات راحيل» التي وجه بعدها الملك عبدالله المؤسس رسالة الى جيشه يثني فيها على نصره ويقول مخاطبا قادة اسرائيل: «الشوط طويل والعرب كثير وقد بغيتم ولا نصر للباغي».
نعم الشوط طويل ولا يغرن المعتدين ما حصدوا من عدوانهم فالبغي والظلم مرتعه وخيم..والامة لم تمت وعلى الذين ما زالوا يحتلون الاقصى ويهودون القدس ويفرضون سياسة الامر الواقع بقوة الاحتلال ان يراجعوا موقفهم وان يقرأوا التاريخ فللباطل جولة او جولات ولكنه زهوقا
(الراي)