نجح بوتين .. فهل يصمد!

المدينة نيوز - فاز فلاديمير بوتين رئيساً للاتحاد الروسي مرة أخرى، ويبدو أن هذه اللعبة وقد أثارت الكثيرين وخاصة في الخارج ومن يرى رؤيتهم في الداخل الروسي فالرجل الذي أعاد بناء صورة روسيا لتظل اقرب على الهيبة القديمة منها على الانفتاح الذي دفع الروس ثمنه في زمن يلتسين وغوربا تشوف عمل على تحصين روسيا من الزحف الغربي عليها وخاصة بعد ان سحب الغرب دول المنظومة الاشتراكية السابقة المنفرطة عن الاتحاد السوفييتي الى عضوية الاتحاد الاوروبي ويعتقد الغرب ان فترة حكم بوتين تزيد من استعصاء جعل روسيا تدور في الفلك الغربي ويرى ان اطالة حكم بوتين قد يزيد من منعتها في هذا المجال لا بل قد يؤسس لها أنياب ومخالب وتحالفات وقدرات على اعادة بناء قطبية يحسب حسابها وتنهض على حساب الخلل الذي يضرب الغرب ان في الاقتصاد المتراجع أو في السياسة التي أصابتها رعونة شديدة حين انفردت الولايات المتحدة بالقرارات الدولية وهيمنت على صنع القرار فيها فكان احتلال العراق واسقاط النظام في ليبيا ومواقف اخرى خطيرة على حساب الدول المتطلعة لأدوار مستقلة ومحورية..
بوتين الذي يحاول أن يقلد الغرب في الديموقراطية شريطة ان يبقى البساط تحت قدميه يقاتل بأدواتها وفي ذهنه الابتعاد بروسيا عن الابتلاع الغربي واعادة بناء صورة مستقلة لها وقد وجد في فترة استراحة المحاربين الروس أثناء تبدل الحرس ما بين الاشتراكية الى الانفتاح فترة كافية لتنهض روسيا التي استعاد اقتصادها عافيته وهي تمتلك النفط والغاز السلعتين اللتين لا يعيش الغرب بدونهما أمام الانتخابات الروسية الجديدة بعد ايام والتي يريد بوتين ان يصعد من خلال صناديقها الى الرئاسة ليستمر في الحكم بعد ان انهى فترته في رئاسة الوزراء ليعود الى ما كان فيه من قبل يواجه تحديات غريبة كبيرة تشكك في نزاهة تعامله وتحرض عليه وتصفه بالدكتاتور وبالشيوعي وتجد في غموض حياته واسرارها ما يمكن ان تصطاد فيه وهو أمام هذه الموجة العاتية من التحريض في الخارج والداخل يجد أن عليه أن يجند كل حيلة وأساليبه وخبراته المخابراتية وشبكاتها القديمة في الكرمل وحتى استدعاء ابرز رموز K.J.B واستنهاض الطبقات الفقيرة الى جانبه والتحذير من الاغنياء الذين اطاح بالكثير منهم وما زال يحملهم مسؤولية اضعاف روسيا لصالح الغرب..
بوتين أدار معركته في الخارج في مجلس الامن..من خلال الفيتو لصالح نظام الاسد وقد استطاع به ان يشل الموقف الاميريكي في الشرق الاوسط حيث تسرح أميركا وتمرح وان يجر معه دولاً اكتشفت خطورة «البرطعة» الاميركية في العالم فكانت حليفته الصين التي تجد ايضاً تهديدات اميركية لنفوذها في افريقيا وكان الدرس الليبي كافياً لتتعلم الدولتان اين حدود المصالح ولذا فإن سوريا عند بوتين ورقة في وجه الاميركان اراد بها ان يشتري موافقة اميركية على نجاحه وصمت أمام اي اجراء يمكن ان يستخدمه للنجاح فهو يقايض بذلك وان بدت المقايضة مبدئية حين يضيف لموقفه المتصلب في الامم المتحدة ومع الغرب دعماً لوجستياً كبيراً لسوريا على المستوى العسكري والأمني وتعزيز التحالفات الاقليمية ..
الديموقراطية الروسية مختلفة هنا فهي ( البوتينية ) التي يرى صاحبها ان روسيا بالديموقراطية الغربية ستتلاشى وتصف في طابور الباحثين عن عضوية الاتحاد الاوروبي الذي لم يستوعب حتى تركيا وحيث مشهد اليونان ينفر الروس في كل مواقعهم اما ديموقراطية بوتين فيرى صاحبها انها ستجعل احمرار العينين الروسيتين باستمرار ضرورة للخوف من الدب الروسي الذي بدأ ينهض وسيبدأ تأثير ربيعه في عواصم الغرب دون ان يكون شبيهاً بربيع براغ المعروف وانما عكسه تماماً..لقد رأينا دموع بوتين بعد فوزه فهل هي من الفرح أم من الخوف القادم؟؟
(الراي)