الحريق
/
لا شكّ عند أي مُتابع للأوضاع السياسية غير الطبيعية التي تجري الآن في الأردنّ ؛ أنّ هناك حريقاً هائلاً (ابن كلب) يمتدّ بشراسة ، بعنف ، بسرعة ، بلهفة ، آكلاً الأخضر واليابس دون رأفة ورحمة !
لا أقصد الحريق المضحك الذي التهم سيارة الغاز وعبواتها الخمسين ، والذي صوّره بعض الهواة ونشروه على (يوتيوب) كالعادة ؛ ولكن أقصد حريق الأسعار المشتعلة التي تريد للأردنّ أن تكون (جهنّم) من طراز جديد !
للأسف ؛ تعامل البعض مع ارتفاع أسعار الكهرباء باستخفاف و(تطنيش) شديدين مستفزَّين ، مُعتبراً أن الأمر لن يمسّه ، ناسياً أنّ ارتفاع الأسعار سيؤثر على كلّ شيء ، بلا استثناء ، والله العظيم !
المصانع ، والمستشفيات ، والمطاعم ، والمولات ، وورشات الحدادة ، والنجارة ، والألمنيوم ، وحتى (الدكاكين) المتواضعة ؛ كلّها تعمل –ليلاً ونهاراً- بالكهرباء ، وبصراحة لم أسمع أبداً عن مطعم يعمل ببطاريات (الشحن) !
كلّ هذه الأماكن ستدفع فاتورة الكهرباء (دُبُل) ؛ فهل نتوقع أن تبقى الأسعار كما هي ؟! هل ستبقى الأسعار في بقالة (أبو السعيد) كما هي ؛ وقد دفع هذا الشهر 600 دينار ، بينما هو دفع الشهر الماضي 300 دينار ؟!
بعضكم يعرف أنّ المستشفيات وأصحاب المصانع الكبيرة وغيرهم ، قد اتفقوا أن يزيدوا الأسعار 15 بالمائة .. طبعاً هذا غيض من فيض والقادم (أسخم) ؛ لا أدري بماذا كان يفكّر رئيس الوزراء عندما قال أنّ ارتفاع التسعيرة لن يطال سوى 8 بالمائة من المشتركين ! لا أدري كيف تمّ تجاهل أبسط الحقائق في هذا الأمر ! لكنّني أدري أنّه لم يهتمّ -لا هو ولا وزير الطاقة جزاهما الله كل الخير والجزاء- ؛ بل ارتدى (جاكيت) بنّياً عتيقاً ، مع (حطة) حمراء ، وهبط إلى وسط البلد ليتصوّر مع المواطنين !
المشكلة أنّه (يا ريت) وقف الأمر عند أفلام الكهرباء (المحروقة) ؛ نعم عزيزي المواطن : اضحك وانبسط و(انشكح) أكثر ، و(مدّد رجليك) أيضاً ؛ فهُناك ارتفاع جديد وقريب سيمسّ قطاع المواصلات ، إذ يبدو أنّ من خطة الحكومة أن نعيش زمن العصور الغابرة ، وأن نرجع (من أول وجديد) لركوب الخيل والحمير والبغال ، وباص (احداش) طبعاً !
الحكومة تتعامل معنا بطريقة خبيثة للغاية ، تذكّرني بحكاية القرد الذي تحاكمت إليه قطّتان بشأن قطعة جبن .. القصة معروفة وعلى من يجهلها اللجوء للعمّ (جوجل) !
/
معلومة (زغيرة) : بيّن النائب (خالد الحياري) أن أسعار الكهرباء في الأردنّ تُعتبر من أعلى الأسعار مُقارنة بالأسعار العالمية !!
/
الكارثة الكبرى ؛ كلّ شيء يرتفع سعره في هذا البلد ، إلا الراتب !
الكارثة الكبرى ؛ لا شيء ينخفض سعره في هذا البلد ؛ إلا المواطن !
الكارثة الكبرى ؛ دوماً هُناك (ادفع) و(امعَط) و(اسلخ) و(اشمط) هذه الفواتير .. دوماً هُناك (هات) و(هات) و(هات) ؛ ولا يوجد (خُذ) -على الإطلاق- إلاّ إذا قِيلَت مقترنة مع حركة بذيئة بأحد الأصابِع !!