يوم العزّة

تم نشره الإثنين 30 نيسان / أبريل 2012 05:47 مساءً
يوم العزّة
أحمد نضال عوّاد
إنه ذلك اليوم الذي امتلأت به قلوب الأردنيين فرحاً وسروراً , يوم سجّله التاريخ في مجد الأردنِّ الزّاهر , هو يوم ٌ من أيام العامِ المتلألئة والمضيئة بإنجازٍ عظيمٍ من إنجازات الهاشميين , إنه يوم أعيد فيه المجد والعزة والكرامة للأردنيين خاصة وللعرب عامة بل وللمسلمين , إنّه اليوم الذي سطّر به محبوب القلوب الملك الرّاحــــل " الحسيــــن بن طلال " – رحمه الله – إنجازا سُجّل له بتاريخهِ المشرق , إنَّه الأول من آذار لعام ستة وخمسين وتسعمائة وألف ميلادية حيث تمّ تعريب قيادة الجيش العربي الهاشمي المصطفويّ البطل المغوار بمواقفه الشجاع المقدام بمعاركه , جيش الكرامة وهزيمة الصهاينة , جيش العروبة والعزة والمَنعة , انه جيش العرب والمسلمين " الجيش العربي " .
في هذا اليوم زفّ الملك الراحل الحسين بن طلال – رحمه الله – هذا النبأ العظيم للأردنيين خاصة وللعرب كافة , حيث إنّ هذا القرار جاء تجسيدا لطموحات الهاشميين ببناءِ جيش قوي يستطيع الدفاع عن منجزات الوطن ومكتسباته , وليكون سدا حرا منيعا في وجه أعداء الوطن وأعداء الأمة العربية والاسلامية , حيث قال الملك الراحل الحسين بن طلال – رحمه الله - : " أيها الضباط والجنود البواسل أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطا وحرسا وجنودا , وبعد فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمةً لبلدنا ووطننا أن نجري بعضاً من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش فنفذناها متكلين على الله العلي القدير ، ومتوخين مصلحة أُمتنا وإعلاء كلمتها وإنني آمل فيكم كما هوعهدي بكم ، النظام والطاعة ... " .
فتعريب قيادة الجيش العربي كانت خطوةً مهمة في شعور الأردنيين بالاستقلالية التامة بعد استقلال الأردن في الخامس والعشرين من أيام لعام الف وتسعمائة وستة وأربعين , ففد تخلص الأردن الحبيب من آخر أشكال التسلط والتحكم بإنهاء خدمات " كلوب " رئيس القوات المسلحة آنذاك في عهد الباني الملك الحسين بن طلال – رحمه الله - .
ونستذكر من أقوال الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – في كتابه مهنتي كملك : " ولما كنت خادماً للشعب فقد كان علي أن أعطي الأردنيين مزيداً من المسؤوليات وكان واجبي أيضا أن أُقوي ثقتهم بأنفسهم وان أرسخ في أذهانهم روح الكرامة والكبرياء القومي لتعزز قناعتهم بمستقبل الأردن وبدوره إزاء الوطن العربي الكبير ، فالظروف والشروط كانت إذن ملائمة لإعطائهم مكاناً أكثر أهمية في تدبير وإدارة شؤون بلادهم لا سيما الجيش..... " .
وقد أولى جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال – رحمه الله – جُلَّ العناية والاهتمام بالجيش العربي الباسل المغوار وحرص على تدريبه وتقويته وتزويده بالمعدات العسكرية , ونستذكر أيضا أعظم إنجاز للجيش العربي في معركة الكرامة , كرامة الأمة وعزتها , حيث سطـّر أفراد القوات المسلحة الأردنية( الجيش العربي ) أروع معاني البطولة والرجولة في الميدان في الحادي والعشرين من آذار لعام ألف وتسعمائة وثمانية وستين ميلادية حيث ألحق الجيش البطل و لأول مرة في تاريخ الصهاينة اليهود الهزيمة الساحقة في معركة الكرامة , كرامة الأردن وعزها وفخرها , ونستذكر أيضا شهداءنا من الجيش العربي المغوار الذي سطر روح التضحية في سبيل قضايا المسلمين وفي جـُلّها القضية الفلسطينية قضية الأردن المركزية والمحورية فقد سطر النشامى على أبواب القدس وباب الواد واللطرون وجنين وغيرها من مناطق فلسطين الحبيبة أروع معاني التضحية والبطولة والاقدام دفاعا عن الأراضي العربية .
ونذكر أيضا أنه ومنذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله ورعاه – سلطاته الدستورية بعد وفاة الباني الحسين بن طلال – رحمه الله – في سنة 1999 ميلادية , أولى جلالته جٌل العناية والاهتمام بالقوات المسلحة الأردنية ( الجيش العربي ) حيث حرص جلالته على إيصال أفراد القوات المسلحة الأردنية إلى أقصى درجات الكفاءة والإتقان حيث أصبح – ولله الحمد – أنموذجا يحتذى به في التضحية والإقدام وذلك من خلال تزويده بكافة أجهزته وإداراته بالتسليح والتدريــب , فالقوات المسلحة كانت وما زالت وستبقى – إن شاء الله – حاضرة في كافة الأماكن والمحن المحلية والإقليمية والدولية , ونستذكر بعضا من هذه الصور المشرفة , فمن أهمها تقديم المساعدات الإنسانية للدول التي تتعرض للمحن والكوارث , وأيضا المستشفيات الميدانية الأردنية المنتشرة في كل مكان , مثل المستشفى الميداني الأردني في كل من : " بغداد , لبنان , غزة ,رام الله , جنين , الباكستان , أفغانستان .... " وأيضا نستذكر مشاركة القوات المسلحة الأردنية في قوات حفظ السلام التابعة لهيئة الأمم المتحدة حيث كانت أول مشاركة لها في عام 1989 ميلادية من خلال مشاركتها في قوات حفظ السلام في أنغولا تعزيزا لدورها العالمي , وغيرها الكثير من المواقع والأحداث التي لا تحضرني ولكن التاريخ سطّـّر ويسطـّر هذه الصورة المُشرقة في كل يوم تشرق فيه شمس الأمل والتفاؤل على أرض أردننا الحبيب .
في النهاية لا يسعني إلا قول : " حفظ الله الوطن آمنا ومستقرا وجنّبه كلَّ مكروه وجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن وسائر بلاد المسلمين انه هو الرحيم الكريم , وحفظ الله ولي أمرنا عبدالله الثاني ابن الحسين ووفقه للحكم بما فيه خير للأمة وإعلاء لشأنها وعزتها وكرامتها إنه على كل شيءٍ قدير " .
فمهما كتبت أو كتبنا نبقى مقصرين في حق انجازات الوطن المشرِّفة التي يشهد لنا فيها العدوّ قبل الصديق , فهذا ما ارتآه عقلي وآلت إليه بصيرتي ووفقني الله من أجله , فالحرّ إمام نفسه يبعدها عن مساوئها ويقربها إلى محاسنها , ودمتم بخير .


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات