تَمَهَّــــــــل
ما الحل ؟ إلى أين وإلى متى ؟!
إنّه يومُ الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق ومنير ، ذلك اليوم الذي يندرج به المرء في قوائمِ منارة من منارات العلم والمعرفة لنيل الدرجات العلمية المختلفة ، والتي يبني عليها الفردُ أهدافه وطموحاته ، وهذا حال الجميع ، ولكن ! قُتل هذا الطموح وهذا الأمل لزميلة لنا كانت إحدى طالبات كلية الهندسة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية وذلك بسبب وفـــــاتها – رحمها الله و أسكنها فسيح جناته – نتيجة لتعرضها لحادث دهس وفي الفصل الماضي حصل نفس الشيء !
إنّما هي الأعمارُ بيد الله وحده ، ولكن إن السبب آلمني بأن أزهق دمها هدرا لسبب مثل ذلك فوجدت لزاما علي أن أكتب بهذا الموضوع الذي شغل الطلاب لعلّه يصل إلى أصحاب القرار. فهذه مشكلة يتعرض لها طلاب كلية الهندسة التكنولوجية إحدى كليات جامعة البلقاء التطبيقية ، هذه الكلية التي تضم في أحضانها أحد عشر ألف طالب وطالبة أو يزيد ممّن طلبوا العلم فيها ،والواقعة في العاصمة عمّان على الطريق السريع " الاتستراد " بين عمّان والزرقاء أصبحوا يخافون على حياتهم في كلّ لحظة في الذهاب والإياب من بعض سائقي الحافلات العمومية المتهورين ، بحيث أصبح لا يمرّ فصلا دراسيا إلا تعرض أحد طلابها أو أكثر إلى حادث سيرٍ أدى إلى وفاته في الكثير من الحالات ، السبب هنا يكمن في أغلب الأوقات إلى تهور بعض السائقين وأيضا في عدم وجود موقفٍ مخصص لهذه الحافلات التي تخدم هذا العدد من الطلاب .
ولذا فإنني أتوجه برسالة ومن هنا إلى أصحاب القرار لإيجاد حل إما باستحداث موقف للحافلات أو بإيجاد حلول أخرى تسهم في الحد من هذه الظاهرة المخيفة ، أو كحلٍّ مبدئي أقترح أن يتم وضع شرطي للسير أمام حرم الكلية بحيث ينظم حركة السير هناك ، وأنّوه هنا لو أنّ الضمير الداخلي تحرّك عند سائقي هذه الحافلات لمّا كنا بحاجة إلى إيجاد حلول من الأساس ، حيث أذكر أنه بذات يوم تواجدت دورية أمن أمام حرم الكلية مقابل البوابة الرئيسية لها ، وكانت أمور السير على أفضل ما يرام ، هذا ومن دون تدخل رجل الأمن في إنجاح العملية المرورية – فقط لوجوده – فلماذا لا يكن دافع المسؤولية عند السائقين بوجود وعدم وجود رجل الأمن ! وأذكركم بأنه أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبداً.
أين ذهبت الرقابة الداخلية ! أين الضمير والخوف على أرواح الآخرين !! فهناك بعض السائقين – ولا أعمّم- همهم الأول والوحيد هو كسب المال فقط ! أدينارا أفضل من حياة إنســــــــان !
أسئلة كثيرة ، أضعها أمام أصحاب القرار الذين نثق ونعتزّ بهم ، فلعلها تلقى أذن صاغية تجيب النداء .
ومن باب ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ، هذه الأبيات الشعرية موجهة إلى الجميع ...
إذ يقول الشاعر :
عجبت للإنسان في فخره ............. و هــــو غدا في قبره يقبر
ما بال مـــن أولـه نـطفـة ............ و جيفــــة آخره يفــجــر
أصبح لا يملك تقديم مـــا ............ يرجو و لا تأخير مـا يحذر
و أصبح الأمر إلى غيره............. في كل ما يقضى و ما يقدر
وفي النهاية ، أسأل الله الكريم أن يغفر لجميع أموات المسلمين وأن يحفظ وطننا آمنا من كل شرّ وأن يحفظ الله ولي أمرنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله ورعاه – وأن يوفقه لما فيه خير للأمة ورفعتها وعزّها إنه هو القدير .
أقول لو اقتد من هو على كرسي المسؤولية براعي النهضة الهاشمية ، وسعى إلى الإصلاح في هذا البلد لما وجدنا فاسدا واحدا ، فليجعل الإنسان ضميره هو المراقب عليه ولا ينتظر ليأتي أحدا ليقول له افعل كذا أو كذا، وليكن همّ الجميع مصلحة وأمن واستقرار الوطن الذي نعتز ونباهي به الدنيا بأسرها ...
إن قلبي ينزف دما ويقول : هذا ما ارتآه عقلي وآلت إليه بصيرتي ووفقني الله من أجله ، فالحرّ إمام نفسه يبعدها عن مساوئها ويقربها إلى محاسنها ... دمتم أحبتي بخير .