لماذا يرتفع سعر البرميل؟

المدينة نيوز - قفز سعر برميل بترول برنت إلى 125 دولارا ، فما هو مبرر هذا الارتفاع ، خاصة وأن السعودية وهي المنتج الرئيسي للبترول كانت قد أعلنت قبل عام أن 75 دولاراً للبرميل سعر عادل يستحق المحافظة عليه.
ليست هناك أسباب اقتصادية أو سياسية تبرر هذه القفزة ، فالبترول الإيراني لم يتوقف إنتاجه وتصديره ، وإذا كان بعض عملائه قرروا مقاطعته ، فهذا سبب إضافي يجعل إيران تخفض سعره لتصريف إنتاجها. وحتى في حالة عزل البترول الإيراني عن السوق فقد التزمت السعودية بتعويض النقص ولديها القدرة على ذلك.
من ناحية أخرى فإن الاقتصاد العالمي ما زال في حالة تباطؤ فلم يرتفع الطلب على البترول ، بل إن بعض الدول ما زالت تشكو من الركود الاقتصادي. والدولار اليوم أقوى تجاه العملات الأخرى مما كان قبل عام ، فلماذا يرتفع السعر إلى هذا الحد الذي يشكل ضربة موجعة لاقتصاديات الدول النامية ، ويعرقل الانتعاش الاقتصادي المنتظر بعد الأزمة العالمية.
ليس صحيحأً أن احتياطي البترول العالمي في حالة تناقص تدعو إلى القلق ، فالاكتشافات الجديدة تفوق الاستنزاف ، فقد كان الاحتياطي المثبت والقابل للاستخراج قد قدّر في 1990 بحوالي تريليون برميل ، وقدّر في عام 2000 بحوالي 3ر1 تريليون ، وفي 2010 قدّر بحوالي 5ر1 تريليون برميل وهو اتجاه تصاعدي يجب أن يطمئن الأسواق لا أن يثير قلقها ، ومع ذلك فقد ارتفع السعر العالمي للبترول بنسبة تفوق معدل التضخم العالمي مرات عديدة.
لا نعتقد أن هناك مؤامرة لرفع أسعار البترول وتنفيع إيران وروسيا والدول الخليجية المصدرة للبترول ، فالمؤامرة – إن وجدت- يجب أن تستهدف تخفيض سعر البترول لمصلحة أميركا وأوروبا واليابان.
أغلب الظن أن سبب الارتفاع مصطنع ويعود إلى المضاربة ، ذلك أن 20% فقط من صفقات البيع والشراء تتعامل بالبترول الحقيقي ، أي تسليم واستلام كميات من براميل البترول ، في حين أن 80% من الصفقات عبارة عن مضاربات على الورق ، تجري تصفيتها لتحقيق فروقات الأسعار ، أي أن المضارب يشتري شهادة بسعر اليوم ليبيعها غدا بسعر آخر ويحقق ربحأً ، وله مصلحة بارتفاع الأسعار.
الأردن في موقع صعب ، وخياراته هي: الصخر الزيتي ، الشمس ، الريح ، قناة البحرين ، والسعر العربي التفضيلي. أما المفاعل الذري فليس خياراً بل ورطة.
(الراي)