بين الواقع والرغبات

تم نشره الأحد 29 نيسان / أبريل 2012 03:35 صباحاً
بين الواقع والرغبات
يسار الخصاونة

نحن أمةٌ أقلُ ما يُقال عنها – أمة حالمة – أحلامها، وأمانيها كثيرة ، حتى أنها تطغى على الفعل اليومي بكامل تفاصيله ، والحديث اليومي بكافة حواراته ، ومعظم هذه الأحلام والأمنيات مهزومة تماماً ، وتنعكس هزيمتها على أرواحنا ، وأرواح أبنائنا ، ومثال واحد على ذلك يفتح فضاءات انكسار أرواحنا ، فالعربي يسأل ابنه في عامه الدراسي الأول ، مستغلاً فرحه ، وابتهاجه بدخول المدرسة لأول مرة ، ماذا ستصبحُ في المستقبل؟ فيرد الابن بابتسامة عريضة ، تتفق وحجم فرحه ، - بدي أصير دكتور، أو مهندس - ، وتمضي الأيام ، ويأتي يوم على الأب لا يملك مالاً ليكمل تعليم ابنه لمرحلة التوجيهي ، فيضطر إلى ترك المدرسة لمساعدة الوالد الحالم ، والذي يصل مرحلة التوجيهي لا يملك المعدل ، ولا المال الكافي لتحقيق الحلم ، وهنا تكون صدمة الابن، والأب معاً بموت الحلم ، هذا الموت الذي يخلف حسرة ، وانكساراً للروح في العائلة كاملة ، وعندها يضطر الجميع إلى مواجهة الواقع الشرس وهذا الأمر عام ، ينطبق على شرائح كثيرة من المجتمع العربي ، والمصيبة الأكبر أن سياساتنا العربية بقياداتها المختلفة المناصب والرتب ،ما زالت أسيرة سيطرة الحلم، وسطوة الأمنية ، ولا غرابة في ذلك فهي رأس الهرم لهذا المجتمع المهزوم بأحلامه ، وأمانيه ، لكنها أقل وعياً من المواطن ، لأن المواطن ما أن يصحو من الحلم حتى يواجه الواقع كي يستطيع تطويع الواقع ، أما القيادات العربية فإنها تهرب دائماً من الواقع ، وما أن تصحو من حلم ، حتى يصطادها حلم جديد .
كان لا بد من هذه المقدمة لكشف عورة أحلام اليقظة التي نعيشها ، فقبل أيام ، وبالتحديد قبل انعقاد المؤتمر اليهودي في أمريكا بيوم ، كان الساسة العرب يأملون من أمريكا أن تنتصر لهم على اليهود ، أو على أقل تقدير ، أن تقف إلى جانب الحق ، وأن تسعى معهم لتحقيق حلم الدولة في فلسطين ، وكانوا يقنعوننا أنه آن الأوان أن تستجيب إسرائيل لصانعيها ، وجاء المؤتمر ، وخطاب أوباما صفعة لكل حالم ، وظهر أن إسرائيل هي التي صنعت أمريكا ،ورغم قوة الصفعة فإن البعض قال ضاحكاً – منعرف هالحكي – والبعض قال بهبل واضح - معقول لهالدرجه؟ - والبعض غضب ، وثار ، وربما شتم .
هذا المؤتمر سمعه الوطن العربي بأفراده ، وسياسيه، وقياداته ، والغريب أنهم مازالوا يتعاملون مع أمريكا وكأنهم لم يسمعوا شيئاً ، وما زالوا يُقنعون أنفسهم بالحلم الذي يحلمون به ، والمؤتمر يمثل واقعاً شرساً نهرب منه إلى حضن أحلامنا الدافئة .
لو مرة واحدة تعاملنا مع الواقع ، لكان حالنا أفضل مما نحن فيه ، إننا حقاً أمة أقل ما يُقال عنها أمة حالمة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات