من الجنوب وهل تدرين ماالوجع
بمطلع هذه القصيدة الرائعة للاخ النائب والشاعر محمد الشروش ابدأ القول عن الوجع الاتي من الجنوب وكل الجنوب الصابر على قساوة الظروف والم البعد وثقل الهموم، فلم يكن الجنوب الا قطعة من جنة الوطن وترابا طاهرا زكيا لم تلوثه المخلفات القذرة لمشاريع الخصخصة وبيع مقدرات الوطن الغالي، فبقي على عذريته شريفا عفيفا ولاءه لله والوطن والمليك، لكن الاحداث المتسارعه في كل المحيط العربي اججت نار اولئك العاضين على ناب الفقر والجوع والتهميش، فثارت في صدروهم النقيه ودمهم الزكي الغيرة على الوطن وليس على شيء غيره من اولئك الفاسدون المفسدين.
كنا في الماضي القريب عندما نود السفر من الطفيله الى العاصمة الحبيبة نرتب رحلة اشبه ماتكون رحلة حج اوعمرة نتزود بمستلزمات السفر وتوابعه ونودع الاهل لان ثمة ماهو خطر في السفر والمهمات فاما ان تفشل واما ان تعود بخفي حنين وكلاهما وجهان لعملة واحدة، فالقادم من هذه المحافظة المحافظة وشقيقاتها الجنوبيات لايعرف اصول الاتكيت ولا مواعيد المكاتب المنمقه ليس ال لانه فادم وكله ثقة وامل ان من يعرف مكان قدومه سيقدمه على غيره ذلك انه القادم من بعيد وعليه ان يعود الى ذال الجنوب المتعب فجيبه كغربال الوطن لم يترك له من خانوا ضمائرهم مايبقيه له ولاسرته.
لم يكن لنا في عمان الا الديوان العامر الذي كنا عندما نراه عن قرب من حي الطفايله المقابل لذاك الديوان العامر فكان يشعرنا بالامان والطمأنينه وأننا في المدينة التي يقع فيها هذا البيت الهاشمي العريق، وليس لنا في قضاء حوائجنا الا اولئك النفر القليل الذين كانوا يخدمون في معية الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه ، فكننا نبحث عن سلامه سعيد وسليمان الطواف ومرزوق الرعود كي نسمع منهم احاديث شيقه عن حب الملك للطفيله واهلها.
من الذاكرة مازلنا نستشعر بالامان مع الملك الباني وموصول للملك المعزز، فولاء ابناء الجنوب نهرا لاينضب وصافيا لايعكره هينة هنا او هناك، فمن يصرخ من ابناء الجنوب لايصرخ الا ليعيش كريما غير متسول لايأبه للسياسه ومفاهيهما فالمصلحة العليا عنده هو الدعاء البكر الذي تربى وانفظم فمه عليه، يردده كل صباح ومساءا اللهم احفظ علينا نعمة الامن والامان واحفظ مليكنا على طول الزمان.
صدقوني هذا هو مشهد الجنوب وليس له قراءة اخرى غير هذه القراءة النقيه الصافيه، فمهما حصل سيبقى الجنوب جنوب الوجع ركيزة وصمام الامان بولائه وانتمائه وغيرته على الوطن الحبيب.