الشـورى

تم نشره الأحد 25 آذار / مارس 2012 12:55 صباحاً
الشـورى

إن أعظم واجب بعد عبادة الله حب الشورى والعدل الصحيحان، اللذان هما انعكاس العدل الإلهي على خليقته في أرضه.
إن جهاد الإنسانية في خلال العصور الماضية كان وراء الحرية، التي تدافع في سبيلها النور والظلمة، وتقرع الحق والباطل، حتى ظهر برهان الله على الظلام، فزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا.
بالشورى الصحيحة النقية الخالصة يظهر العدل، إذ تشاطر الأمة مُلكها بتدبير الشؤون وقيادة الأمور على منهج الحكمة الصادقة، ولا يستطيع منازعتها تلك السلطة، إذ القوة يساعدها ويد الله معها، وما المُلكُ إلا جزءٌ من كل الأمة والكل أفضل من البعض، هذه سنة الله في خلقه.
 لا يصلح القوم فوضى بدون والٍ مخلصٍ لأمته ويعمل الخير لها، يستهدون بثاقب فكره وسديد رأيه، توليه الأمة مقاليد أمرها فينهج بها نهجاً سوياً. بيد أن درجته ومكانته تختلف باختلاف الأمم وتباين قوانينها وأنواع الحكومة وأشكالها، على أن جوهر الأمر أن يعمل الوالي على مطالب أمته بالعدل والإنصاف دون محاباة وما عدا ذلك فهو ثانوي.
كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه – يطلب منه مالاًً كثيراً ليبني سوراً حول عاصمة الولاية، فقال له عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصّنها بالعدل ونَقِّ طرقها من الظلم.
بالعدل والشورى يوفر الأمان للضعيف والفقير، ويشعره بالعزة والفخر، ويشيع الحب بين الناس، وبين الحاكم والمحكوم، ويمنع الظالم عن ظلمه والطمّاع عن جشعه، ويحمي الحقوق والأملاك والأعراض.
 يجب أن تعلم الأمة أن السيادة الحقيقية هي لها، وكل مظهر من مظاهر القوة مستمد منها، ويستعان بها، وكل من همّ بأن ينشز عن هذا المذهب ويناهضه فهو عدو للأمة وخصمها.

 


بعض النفوس للأسف مجبولة على الاستكانة، فهي راضية على من يُسِميها الخسفُ، لتقاد إليه انقياداً تحسبه طاعة لازمة أو واجباً محتماً.  فلا أمل والحالة هذه توطيد أركان الشورى إذا بقيت النفوس هكذا.
إن أركان الشورى هي التربية على مبادئها القويمة، وتعليم الناشئة حقوق الإنسان، وواجب الأمة نحو ذاته، لتحيا حياة عادلة. إن الذين يفقهون معنى الحرية المدنية قليلون، وأكثر الناس وسوادهم يحسبونها عدم التقيد بمطلق نظام أو شرع، ولا غرو فإن شاهدنا، أن الأمن مضطربٌ والأحوال سيئة، وكم سمعنا قائلين يتحسرون على ذلك الزمان .... منددين بالحالة الحاضرة، نعم، إذا كانت الحرية مجلبة للشقاء والفوضى كما يقول البعض فلا أخال أحداً يرغب فيها بل الكل يرغب عنها.
إن أكبر واجب على وزارة التربية والتعليم، والجامعات، والصحافة، وكذلك خطباء المساجد، أن يرشدوا أبناؤها والأمة إلى هذا السبيل، ويبثون في روعها التعليم الصافي الصادق، والمبادئ الوطنية، حتى لتمكن من قلوبهم وترسخ في عقولهم. إننا في حاجة إلى الحكماء، والعقلاء في الإرشاد، وذلك لصعوبة مسلكهم ودقة مذهبهم، وخطورة حالهم، فهم والحالة هم أرباب هذه النهضة، وهم الذين يفتخرون إن أحسنوا صنعاً، ومستقبل أبناء هذه الأمة بين أيديهم، وذلك ليوطدوا أركان الشورى والعدل، والله لا يضيع أجر العاملين.

جامـعـة إربــد الأهليـة



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات