ملائكة أم شياطين ؟
تم نشره الأحد 25 آذار / مارس 2012 12:56 صباحاً
حسام شحادة
بالأمس خُضت نقاشاً مفعماً بالحبِ، بالتفاؤلِ والحياة، مع نخبةِ من الشباب، بإعتقادي لم يكونوا بحاجة له، بقدرِ ما كنت أنا بحاجة لهم، بحاجةٍ لإستشراق الضوء في خيالهم البَّض، الجانح بقوة وطاقة إلى خارج الحديث النزق أحياناً، والقول العجوز المهترئ.
خضنا معاً دقائقاً من فرح تأرجح بين صمتٍ وكلامْ، فَعَلٍّق الحزن على حبلِ غسيلٍ كشفَ وجهه لضوءِ النهار، صِرنا كما حُلمٍ تأرجح لتوه على خيطٍ من مرمرٍ وأرجوانْ .كشفنا الهَمَ معاً، وجذبناه بقوةٍ إلى زقاق مهجور، هددناه بأن اخوته السبع (نكد..، ألم..، جرح.، ) فروا لتوهم من هنا، جعلناه عارياً، خجلاً، نصبنا له فخاً فلاذ بالفرار. استدعينا شخصنا الكريم نفضاناه بقوة الحب، ليتخلص من شوائب علقت بثوبه، من جراء نشرةِ الأخبار، عتمةِ البيوت، ثقلِ الكلام، وفوضى الحواس، عصرناه مرة، ونشرناه أخرى، ليصبح مُخَلَّصَاَ، وقدمناه طرياً، لينا، عصياً على الكسر لمائدة العشاء الآخير، تسللنا خلسة وتركناه وحيداً كي لا نفسد فضيلة الموقف وآداب المائدة.
هكذا بدوا في انسياب سلس، يعالجون الضعف بالقوة، الشر بالخير، والحقد بالحب، لم أجبرهم على إيجاد روح المحبة بينهم، لم أصنع لهم جبل من ذهب، لم أعدهم بوظيفية ليتجاوزوا أزمة لتوها نشبت بينهم، لم أقل لهم شيئاً عن الخير، وأغدوا فيهم معلماً يرتل عليهم أناشيد الأخلاق، لم أعلمهم سر التقرب إلى الله، فقط حفزت فيهم ثورة البحث والتنقيب، بين الكلمة والكلمة عن فكرة للخير، عن حِسهم النوارني، عن فضيلة اختبأت في أجسادهم، وفكرة خجولة تستند إلى وشاح أسود ممتلأ بفوضى التراكمات، وحالما أدركوا ذلك، واستشعروه ، أخذوني إلى عالم مفعم بسحر الخلود، بالتغيير، تنسى أنك في غزة المحاصرة بالحقائق و بالإفتعالات، الغارقة في متاهات العتمة، يخلصوك من شوائب علقت لتوها في رأسك بعد إجتماع ما، أو فكرة للحقد تراكمت بفعل بطء تحقيق المصالحة على أرض الواقع وإنهاء حالة الإنقسام ، تنسى للحظة وجع الغلاء، لتسموا إلى قداسة الروح في هالة معرفية للذات.
بعد إنتهاء هذا اللقاء الحميمي، أجدني في شارع مزدحم بفوضي الخيالات، فشباب الأمس ليس هم أنفسهم اليوم، يتملكهم وجع العتمة المطبقة على غزة، تطحنهم الرسوم الجامعية، تجرهم الخطى نحو تفاهات العصر، تجدهم متخمين بأوجاع حاضر المستقبل .... ومتراصين على رصيف الفيس بوك ومحطات الوقود، تجرني متناقضات الأمس واليوم إلى سؤال بدائي بمقياس الزمن، إن كانوا قبل يوم بفعل قوة العقل وشفافية الضمير ملائكة، لماذا يبدون اليوم كشياطين؟ مَنّْ يجرهم إلى حيز من كلمات ممتلئة بنتوءات، ويحدثهم بأفكارعن ديمقرطية تتلحف بالجمود وتغتسل بإفكار من زلط واسفلت، مَنّْ اجبرهم على الإعتراف بالخطأ ونحن نعلم أنها جملة متعجرفة ممتطية عصاب مزمن، من يضيء في رأسهم فكرة للحياة فيصارعون الرمال بحثاً عنها في صحراء الواقع ليعودوا كما الصبار العطش، مَنّْ علمهم أن هناك دليل للخير غير أنين الفقراء في فضاء الممكن والمتاح.
أعود إلى مخيلتي الممتلئة بإرهصات الأشياء وخواتمها، استرجع ذاتي قبل حين ألطم وجهي مرتين مرة لأصحو ومرة لأنني أمارس فعل التفكير في بواطن الأمور وهنا أتساءل: طالما لا نولد ملائكة ولا شياطين لِمَّ نصنع في طاحونة العمر ونتلقب فيها بين الحين والحين؟ ومَنّْ يتحمل فعل صناعتنا وتغيرنا مرة ملائكة ومرة شياطين ؟ ... أجدني أفيق على نبرة صوت أجش يقول: ألم تسمع قول (رضى الله عنه ) عمر بن عبد العزيز " الأمور ثلاثة، أمر استبان شده فأتبعه, وأمر إستبان خبره فأجتنبه، وأمر أشكل أمره عليك فرده إلى الله.
خضنا معاً دقائقاً من فرح تأرجح بين صمتٍ وكلامْ، فَعَلٍّق الحزن على حبلِ غسيلٍ كشفَ وجهه لضوءِ النهار، صِرنا كما حُلمٍ تأرجح لتوه على خيطٍ من مرمرٍ وأرجوانْ .كشفنا الهَمَ معاً، وجذبناه بقوةٍ إلى زقاق مهجور، هددناه بأن اخوته السبع (نكد..، ألم..، جرح.، ) فروا لتوهم من هنا، جعلناه عارياً، خجلاً، نصبنا له فخاً فلاذ بالفرار. استدعينا شخصنا الكريم نفضاناه بقوة الحب، ليتخلص من شوائب علقت بثوبه، من جراء نشرةِ الأخبار، عتمةِ البيوت، ثقلِ الكلام، وفوضى الحواس، عصرناه مرة، ونشرناه أخرى، ليصبح مُخَلَّصَاَ، وقدمناه طرياً، لينا، عصياً على الكسر لمائدة العشاء الآخير، تسللنا خلسة وتركناه وحيداً كي لا نفسد فضيلة الموقف وآداب المائدة.
هكذا بدوا في انسياب سلس، يعالجون الضعف بالقوة، الشر بالخير، والحقد بالحب، لم أجبرهم على إيجاد روح المحبة بينهم، لم أصنع لهم جبل من ذهب، لم أعدهم بوظيفية ليتجاوزوا أزمة لتوها نشبت بينهم، لم أقل لهم شيئاً عن الخير، وأغدوا فيهم معلماً يرتل عليهم أناشيد الأخلاق، لم أعلمهم سر التقرب إلى الله، فقط حفزت فيهم ثورة البحث والتنقيب، بين الكلمة والكلمة عن فكرة للخير، عن حِسهم النوارني، عن فضيلة اختبأت في أجسادهم، وفكرة خجولة تستند إلى وشاح أسود ممتلأ بفوضى التراكمات، وحالما أدركوا ذلك، واستشعروه ، أخذوني إلى عالم مفعم بسحر الخلود، بالتغيير، تنسى أنك في غزة المحاصرة بالحقائق و بالإفتعالات، الغارقة في متاهات العتمة، يخلصوك من شوائب علقت لتوها في رأسك بعد إجتماع ما، أو فكرة للحقد تراكمت بفعل بطء تحقيق المصالحة على أرض الواقع وإنهاء حالة الإنقسام ، تنسى للحظة وجع الغلاء، لتسموا إلى قداسة الروح في هالة معرفية للذات.
بعد إنتهاء هذا اللقاء الحميمي، أجدني في شارع مزدحم بفوضي الخيالات، فشباب الأمس ليس هم أنفسهم اليوم، يتملكهم وجع العتمة المطبقة على غزة، تطحنهم الرسوم الجامعية، تجرهم الخطى نحو تفاهات العصر، تجدهم متخمين بأوجاع حاضر المستقبل .... ومتراصين على رصيف الفيس بوك ومحطات الوقود، تجرني متناقضات الأمس واليوم إلى سؤال بدائي بمقياس الزمن، إن كانوا قبل يوم بفعل قوة العقل وشفافية الضمير ملائكة، لماذا يبدون اليوم كشياطين؟ مَنّْ يجرهم إلى حيز من كلمات ممتلئة بنتوءات، ويحدثهم بأفكارعن ديمقرطية تتلحف بالجمود وتغتسل بإفكار من زلط واسفلت، مَنّْ اجبرهم على الإعتراف بالخطأ ونحن نعلم أنها جملة متعجرفة ممتطية عصاب مزمن، من يضيء في رأسهم فكرة للحياة فيصارعون الرمال بحثاً عنها في صحراء الواقع ليعودوا كما الصبار العطش، مَنّْ علمهم أن هناك دليل للخير غير أنين الفقراء في فضاء الممكن والمتاح.
أعود إلى مخيلتي الممتلئة بإرهصات الأشياء وخواتمها، استرجع ذاتي قبل حين ألطم وجهي مرتين مرة لأصحو ومرة لأنني أمارس فعل التفكير في بواطن الأمور وهنا أتساءل: طالما لا نولد ملائكة ولا شياطين لِمَّ نصنع في طاحونة العمر ونتلقب فيها بين الحين والحين؟ ومَنّْ يتحمل فعل صناعتنا وتغيرنا مرة ملائكة ومرة شياطين ؟ ... أجدني أفيق على نبرة صوت أجش يقول: ألم تسمع قول (رضى الله عنه ) عمر بن عبد العزيز " الأمور ثلاثة، أمر استبان شده فأتبعه, وأمر إستبان خبره فأجتنبه، وأمر أشكل أمره عليك فرده إلى الله.