نحن طلاب اصلاح لا حمل سلاح
تم نشره الإثنين 09 نيسان / أبريل 2012 01:59 صباحاً
المهندس مدحت الخطيب
يرى العديد من المحلّلين السياسيين ,والمثقفين والمهتمّين بالشأن الاردني والذين يرقبون الأحداث ويتابعونها عن كثب أنّ البلاد تمر بفترة مخاض طبيعيّة رغم عسرها . وما اشتعال مضاهرات الكرامة إلاّ نتيجة طبيعيّة لتراكمات أخطا الحكومات السابقة هذا صحيح وانا معه ومن الظلم والقهر والفساد والتعتيم الممنهج والتغييب المتعمّد ممّا ولّد إرادة قويّة لدى شبابنا خاصة و المضطهدين والمحرومين عامة , اتخذوا قرار النزول إلى الشوارع والساحات العامة في مظاهرات احتجاجيّة عارمة , واضعين هدفا ألا وهو إصلاح النظام ولو كلّفهم ألكثير.وانا مع ذلك وكل المخلصين يرفعون لهم القبعة ويشدون على ايديهم . .ان نجاح المطالبات و الاصرار على الاصلاحات عادة لا ينتهي بإزاحة الفساد والمفسدين فقط و قطع أذرعه الأخطبوطيّة التي طالت كلّ شيء وأمسكت بتلابيب الاقتصاد وتحكمت في ثروات البلاد وحدّدت مصير العباد بمسحة رسول, زيادة على ذلك أنّ جلّ المستفيدين من وجود الفساد تحوّلوا إلى طابور خامس وقف ويقف حجر عثرة في سبيل تحقيق أهداف الاصلاح التي طالب بها كل اردني من الملك الى الوليد الجديد ؟؟ نعم ويعملون على اجهاضها والنيل منها. انّنا وبعد مرور أكثر من سنة لاحظنا أن الأمور لازالت تراوح مكانها و الوضع ازداد سوءابغض الشئ رغم فتح الكثير من ملفات الفساد و التقدّم في الاتجاه الصحيح جدّ بطيء نتيجة العوائق والعراقيل والفخاخ المنصوبة لشلّ عمل الحكومة والمصلحون المخلصون للبلاد والعباد وإفشال مخطّطاتها و اظهارها في مظهر الحكومة العاجزة و غير القادرة على تسيير شؤون البلاد , نحن كمصلحون او داعين للاصلاح لانشاطرهم الرأي بنيّة تدمير الاقتصاد وشلّ حركته وإدخال البلاد في فوضى وذلك بتشجيع الإضرابات العماليّة المجحفة وتأييد الاعتصامات العشوائيّة المقرفة ( كما حصل ويحصل الان وما ينتجّ عنه من خسائر فادحة ترهق ميزانيّة البلاد) . أن حريّة الفرد تنتهي عندما تبدأ حرّية غيره . ولذا من الواجب علينا جميعا التفكير بجدّية في ارساء تقاليد جديدة للحوار المسؤول والبنّاء , والذي يؤسس لعلاقات طبيعيّة بين سائر الأطراف وكلّ الأطياف والذي نريده متنوعا فكريّا للإثراء , مع احترام رأي الأغلبيّة ودون اضطهاد للأقلّية بشرط احترامها للأصول والأعراف , فالاختلاف عادة لا يفسد للودّ قضيّة فالاردن العزيزة علينا جميعا تمرّ بمرحلة دقيقة وحرجة لا يمكنها تحمّل أكثر مما تحمّلته وتنتظر من الجميع الاسهام في اعادة بنائها على أسس وقواعد سليمة وكلنا أمل في أن تراجع المعارضة مواقفها من عديد القضايا الحسّاسة وتعمل كل ما في وسعها على تجنّب ما من شأنه توتير الأجواء والإضرار بسمعة البلاد . فنحن بكلّ صراحة نريد معارضة تبني وتشيّد لا معارضة تهدم وتقـيّـد.رغم طلبنا الدائم بالاصلاح الحقيقي ومحاسبة كل الفاسدين الماكرين