هل انتهى الاستعمار القديم ?

المدينة نيوز - ثلاث دول من الاستعمار القديم لم تغادر المسرح, بل تعود اليه سيرتها الاستعمارية الاولى هي تركيا وبريطانيا وفرنسا ولم يحدث من تقاسم بينها في ليبيا سوى بروفة لما هو اعظم..
وليس بلا معنى, ان تعود الى الواجهة مخاوف الشعوب التي استعمرتها هذه الدول, وان تقف هذه الشعوب مجددا ضد هؤلاء المستعمرين وادواتهم المحلية السياسية والمذهبية:-
1- اول هذه الدول تركيا وابرز ضحاياها بعد العرب, هم الارمن حيث قام حكام تركيا سنوات الحرب العالمية الاولى بارتكاب اكبر مذبحة في العصر الحديث راح ضحيتها اكثر من مليون ارمني ومنذ ذلك الوقت والارمن يكافحون ضد قتلتهم انتهاء باطلاق الجيش الارمني السري عام 1975 على يد قائده التاريخي هاكوب هاكوبيان, وذلك اضافة للحزبين الكبيرين: الهانشاق الذي يمثل اليسار, والطاشناق الذي يمثل (البرجوازية الوطنية).. وبالاضافة للارمن فان اطماع تركيا في الوطن العربي لم تعد تخفى على احد اذا ما نجحت بتدمير سورية وتمزيقها وتقديم تركيا نفسها كحامية لاهل السنة والجماعة..
2- ثاني هذه الدول, فرنسا, والتي قتلت من الجزائريين واهالي بلاد الشام ما يوازي ما قتله المستعمرون الاتراك من الارمن..
وبالاضافة لاطماعها العربية في ليبيا وسورية ولبنان ونفوذها ايضا في مناطق الكومنولث العربي النفطي ومنحها الاسكندرون السوري لتركيا فهي تشارك اسبانيا في تقاسم ارض الباسك الذين استقبلوا ساركوزي بالبيض الفاسد وهم اي الباسك خليط من ثقافة الشرق المغربي (الامازيغ) والشرق الاوروبي (السلاف).
3- ثالث هذه الدول الاستعمارية, بريطانيا المسؤولة عن مصائب العرب وشعوب اخرى..
وتعتبر بريطانيا مع دولة العصابات اليهودية في فلسطين آخر اشكال الاستعمار الاستيطاني في العالم, وذلك باحتلالها العسكري التوطيني لجزيرتين, الاولى وهي مالفيناس التابعة للارجنتين والمعروفة باسمها البريطاني المزور (الفوكلاند) كما هو الاسم المزورلفلسطين العربية (اسرائيل). اما الثانية فهي ايرلندا الشمالية والتي اطلقت عليها اسما بريطانيا ايضا..
وكما يصر شعب الارجنتين على تحرير مالفيناس من الاستعمار البريطاني, العسكري والتوطيني, فان كفاح الشعب الايرلندي لم يتوقف بقيادة الجيش الجمهوري الايرلندي وجناحه السياسي (الشين فين).
ويذكر هنا بريطانيا التي تسوق نفسها كرائدة للعلمانية هي المسؤولة عن تأسيس الدول الطائفية ونماذجها (الباكستان على اساس اسلامي, ودولة العدو على اساس يهودي, وجنوب افريقيا على اساس مسيحي ولا تزال الراعية الاولى للطبعة الاطلسية من الاسلام السياسي مستخدمة سطوتها المالية على دول الكومنولث النفطي.
(العرب اليوم )