نداء عاجل سوريا تحترق..
( أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَة بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْل زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّار اِبْتِغَاء حِلْيَة أَوْ مَتَاع زَبَد مِثْله كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْحَقّ وَالْبَاطِل فَأَمَّا الزَّبَد فَيَذْهَب جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَع النَّاس فَيَمْكُث فِي الْأَرْض كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْأَمْثَال)
هنالك مجموعة من القيم والمبادئ والمفاهيم المنطقية التي يجب علينا جميعاً احترامها وتقديرها ، والتي تستوجب شرفنا العربي للدفاع عن الشعب السوري الشقيق الأعزل حيال جبروت الطاغية المجرم بشار الأسد ، فعلينا أن نهب لنصرتهم ، ومن الأردن تحديداً أهل الفزعة وأصحاب الهية عام 1910 م وعلى مستوى الحكام العرب ، ففي ظل هذا التهميش العربي القاتل حيال القضية السورية، فإن الثكالى ، والاطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتّع ، يلهجون بدعاء عليكم .
من العارٌ علينا أن نترك أهلنا في سوريا يواجهون بمفردهم وبعزلتهم معسكراً كاملاً من القوى الوحشية المتمثّلة بالمشروع الفارسي وجنوده والكيان الروسي وأسلحته وتجاربه المدمَرة التي يجريها على أطفال سوريا ونسائها وشبابها وشيبها في محاولة لابراز عضلاته القبيحة ولعب دور حامي حمى سوريا من التدخل الأجنبي (كما يدّعون) في المسرحيّة الوضيعة التي تدور بالإتفاق مع القطب الاخر (أمريكا) التي ودّت ولا زالت تودّ بأن يبقى ذلك الشعب الذي يطلّ على أبواب ربيبتهم إسرائيل مقموعاً ومبتور الأطراف وأن تبقى الشعوب العربيّة مؤمنة بالأكذوبة التي ابتدعتها أمريكا ذاتها وصادقت عليها كل الإمبراطوريّات الإستعماريّة الأخرى بما فيها روسيا فصنعوا لنا حكّاماً يدافعون عنها ألا وهي أكذوبة الحدود التي رضينا بها وكأنها حقيقة أمرنا بها الله وأوصانا بها رسولنا الكريم (ص).
فالشعب السوري الأعزل يواجه بمفرده الباسيج الإيراني (الحرس الثوري الإيراني) في غوطة دمشق في حمص العديّة ، وميليشيات حزب الله في القصير وتلبيسة وما يلوذ بها ,وجيش المهدي الشيعي الذي أقبل إلى دير الزور من العراق الذي أصبح مرتعاً لإيران وعقيدتها الخاطئة بحقنّا ، وروسيا التي أعلنت نفسها مندوباَ سامياَ على سوريا (كما صرحت وكالة الأنباء الروسية في 19/3/2012 عن وصول سفينة حربية روسية الى ميناء طرطوس تحمل اسم قوة مكافحة الإرهاب تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود مع ناقلة الوقود ايمان محل الناقلة ايفابانوف في طرطوس ) وما زلنا نرى (عبر وسائل الأعلام أن نصرة اخواننا السوريين ومساعدتهم في معركتهم ) تهمة أمام العالم الغربي المتحضر لذا يسارع حُكامنا إلى تأكيد ولائهم للغرب ونفي تلك التهم ، والتأكيد على التزامهم الكامل بعدم التدخل في شؤون الآخرين ...
إن الشعوب الحرة تحتقن نحو الانفجار ، وإنّ هذا الصمت العربي القاتل في ظل مانراه يومياً من مجازر ترتكب ضد النساء والأطفال ، وانتهاك الأعرض ما هو إلا دليل فاضح على تخاذل الأمة العربية وعدم توحيد مواقفها ، فيكفينا لجان مؤامرات .... وقرارات جامعة التخاذل العربي .
لا بد من فتح باب التطوع للدخول عبر الأراضي السورية ، كما كان الحال إبّان الحرب الإيرانية العراقية (قوات اليرموك) .
إن خيانة وتواطؤ النظام السوري ما هو إلا زلزال قد هز كيان وضمير الأمة العربية ... وعلى أصحاب الضمائر الحرة النقية التوجه لإنقاذ اخواننا واخواتنا واطفالنا في سوريا .
إن شرذمة الأمة العربية وتقطيع أوصالها الى دويلات صغيرة وصناعة الحدود الأصطناعية عبر الاتفاقيات ، ما هو إلا اسلوب ممنهج من قبل الغرب ، لتفرقتنا وعدم وحدتنا .
ها هم الغرب يضحكون على غباء العرب فكلما رأوا شهيداً يقتل على يدي السفاح وعملائه يزدادون عزة بعملائهم الخونة وبأنهم يؤدون الواجبات الموكلة لهم بكل حرفية واقتدار ، وبأنهم قد حققوا نصراً مؤزّراً على تعامل الأنظمة العربية في سحق شعوبهم ضمن استعمار الأنظمة الممنهج .
أرجوكم أيها الحكام المحكومين يكفينا استعباداً ، ويكفيكم قهراً وموتاً وظلماً وغلاً وذلاً ، فإن قضية (أكلت يوم أكل الثور الأبيض) ما هي إلا واقعنا الذي نعيش وإن مسألة الوقت تسنزف دماء الشعب السوري ألا تتّعظون مما جرى فيما حولنا من ثورات ، إن الشعوب لن ترحمكم ولا تاريخ سوف يرحمكم ، ولن تتوقف هذه الثورات إلا إذا خرجتم عن هذا الصمت الرهيب ، وانضممتم الى صفوف الشعب الحر الكريم ، هذا الشعب الذي يُقتل بأسلحتكم بأمر من الدول التي قطعت أوصالنا وهاهي تستبيح حمانا من أجل نفطنا ومائنا وسمائنا وفضائنا وشرفنا وعرضنا وارضنا .
ألا يكفيكم تلاعب في مصائرنا من أجل كراسيكم وقلاعكم وحرسكم وايدلوجياتكم السياسة المهترئة ومساومات الغرب على قوتنا وأولادنا ومالنا
سوف تحرقكم سوريا المشتعلة ، فإن الخارطة العربية تغيرت بما لاتشتهي السفن وأصبحت إرادة الشعوب العربية أقوى من الإرادة الأمريكيّة ، فإن قوة الله العظمى أقوى وأعتى من قوة أسلحة الدمار الشامل ومن الفيتو ومن الهيمنة الغربية المستبدة .
أفيقو أيها الحكام قبل فوات الأوان .. فلقد قالها من قبلكم وانتهى دورهم ليس بأمر أمريكا إنما بأمر الله والشعوب الحرة .
فأنني استشرف قسمة جديدة لموارد الأمة العربية بمعنى أن مايدور بالأفق عقداً جديداً (لإتفاقية ساسيسبيكو أخرى ) في ظل التدخل الروسي في المنطقة العربية ، فإن كنتم تعلمون ياحكامنا فتلك مصيبةً وإن كنتم لا تعلمون فالمصيبة أعظمُ .
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُون).