حق (النذخ) محفوظ

المدينة نيوز - لا ينبغي اقتصار الاهتمام على ما هو رسمي من أشكال التعبير, بل يتعين الاعتراف بالأشكال التي يجري ابداعها محلياً.
"النذخ" مثلاً, شكل للتعبير عن الذات معروف وممارس على نطاق واسع, لكنه لا يحظى بالاعتراف ضمن القائمة الرسمية لأشكال حق التعبير, وذلك حتى بين الممارسين له الذين لا يعترفون به إلا عند توجيه التهم للخصوم.
والواقع ان الاعتراف بـ "النذخ" وإعادة الاعتبار له, كفيل بحل كثير من اشكالات العمل السياسي واشكالات العلاقة بين القوى الفاعلة فيه, سواء بين الحكومة والمعارضة أو بين احزاب المعارضة نفسها أو بينها وبين أحزاب الموالاة, أو بين هذه الأطراف جميعها من جهة والناس من جهة اخرى.
إن هذه الأطراف تتعامل مع مواقف بعضها البعض على أنها مجرد "نذخ", فالحكومة ترى أن المعارضين "ينذخون", ويرد هؤلاء التهمة ويرون ان الحكومة "تنذخ" في خططها ووعودها للناس, بينما الناس عموماً لا يرون في مواقف الجميع إلا "نذخاً", ولكن المفارقة أن أي طرف من هؤلاء لا يعترف أنه "نذيخ".
لا مجال للحديث عن وقف "النذخ" الجاري بعد أن أصبح ضرورة من ضرورات العمل السياسي. ولو تم التوقف عنه, فإن ذلك سيقود الى فراغ سياسي.
من شروط الحياة السياسية السليمة, أن يتم إعادة تعريف العمل السياسي بحسب البيئة الاجتماعية الثقافية التي يمارس فيها, ومن المرجح أن يكون الاعتراف بـ "النذخ" جزءاً مهماً من هذه العملية.
(العرب اليوم )