تساؤلات في الدين والسياسة

المدينة نيوز - التساؤل, يدور حول التأويلات المختلفة لعلاقة الدين بالسياسة, وكانت البداية في عصرنا الراهن مع كتاب علي عبدالرازق (الاسلام واصول الحكم) الذي ترافق مع رغبة الملك فؤاد في مصر بوراثة الخلافة العثمانية.
وكان عبدالرازق مع فصل الدين عن السياسة فأقصي من الازهر..
ومنذ ذلك الوقت وهذه المسألة وقبلها كتابات رشيد رضا في مجلة المنار وكذلك كتابات الكواكبي خاصة في (ام القرى) مثار خلاف فكري واجتهادات شتى من محمد اركون الى محمد عابد الجابري ونصر حامد ابو زيد وطه عبدالرحمن, الى مهدي عامل الذي ميز بين الدين والطائفية معتبرا كل اشتغال سياسي في الدين في العصور الرأسمالية هو عمل طائفي وليس عملا دينيا, فالدين ظهر وولد ما قبل الرأسمالية..
وكان ملاحظا حسب مدرسة عامل, ان معظم الذين اشتغلوا على (الدين السياسي) لم يكونوا مؤمنين, من الحركة الصهيونية الى ظواهر مثل حزب الكتائب في لبنان وحركة امل وتيار المستقبل.. الخ.
بيد ان جماعات الدين السياسي التي تدعو لسلطة دينية هي الاخوان المسلمون (حسب البنا وسيد قطب) وحزب التحرير (النبهاني وزلوم) والجماعات السلفية العسكرية مثل (القاعدة).
اما حزب الله فلم يقدم نفسه كحزب يريد سلطة دينية بل كحزب مقاوم ولا يشير برنامجه, من قريب او بعيد الى رغبته في اقامة دولة اسلامية في لبنان بالرغم من انه ولد في مناخات قريبة من حزب الدعوة وولاية الفقيه التي اعاد الخميني اثارتها من جديد بعد الاطاحة بالشاه.
التساؤل الثاني حول صعود الحركة الاسلامية بعد عام 1970 ، وهو محطة حاسمة في تاريخ المنطقة حيث ترافق مع وفاة زعيم الامة جمال عبدالناصر, انحسار المد القومي واليسار الثوري العربي.
وكان ملاحظا ان كل القوى الحاكمة العربية استعانت بالاسلاميين من اجل ملء الفراغ الايديولوجي القومي واليساري خاصة في مصر السادات الذي كان مقربا من الملك فيصل بن عبدالعزيز وكمال ادهم قبل ذلك.
وفي هذه المناخات الجديدة في مصر عادت مجلة الاخوان (الدعوة) الى الصدور وقدمت في عددها الجديد 1976 العداء لليسار والناصرية على كل عداء آخر بل ان زينب الغزالي والشيخ محمد الغزالي وصالح ابو رقيق (من قادة الجماعة) تعاملوا مع السادات بوصفه رئيسا مؤمنا, ولم يجيزوا نشاطات الجماعات السلفية الاخرى ضد السادات.
كما كان ملاحظا ان الجماعة التي رحبت بحركة حافظ الاسد 1970 ، سرعان ما انقلبت عليه في مناخات صرف الانتباه عن كامب ديفيد في مصر ودخل جناح عسكري منها (مروان حديد) في معركة عسكرية مع حكم الاسد .
(العرب اليوم )