حقوق زوجية
المتتبع للمشاكل الأسرية والتي يصل بعضها الى المحاكم الشرعية ونرى أسبابها ونعايش جذورها لاننا من يتعامل بشكل مباشر معها ,أو أن بعضها لا يصل الى المحاكم وتبقى حبيسة البيوت تتعب وترهق أصحابها وتبقى حياتهم بلا طعم للحياة الزوجية التي شُرعت لتكوين المودة والسكينة ولكن بسبب المشاكل تلك تفقد المقاصد العامة للزواج مغازيها ومعانيها وبالتالي تفقد الراحة المنشودة في مؤسسة الزواج .
الأسباب في تلك المعوقات للسعادة الزوجية هو غياب الحقوق التي هي حق لكل طرف في مؤسسة الزواج ,فلا يلتفت أي واحد من الزوجين أثناء مناقشة المشاكل بينهما الى تقصير الطرف الآخر في واجباته بل يبقى الخلاف حبيس سبب تافه ليس هو الأساسي في المشكلة ولكنه قد يكون مباشرا فيأخذ مجرى السبب الرئيسي والحقيقي لأن اكثر الأزواج لا يعرف الحقوق العامة والرئيسية ولا يعرف الواجبات التي يجب تقديمها للمقابل الشريك.
سأتلكم عن ثلاثة حقوق رئيسية لو تداركها الأزواج لحُلَّت أغلب المشاكل وتراجعت نسب الانفصال وتراجع أيضا عدد المشاكل المنغصة في الزواج حتى لو لم يكن هناك انفصال ,فالضنك في الحياة الزوجية موجود لدى الكثيرين ممن لا يصلون الى حل الانفصال ,وهذا يؤدي الى نفور من الحياة الزوجية ومن الشريك وبالتالي مشاكل أخرى تظهر منها الجريمة الاجتماعية التي يعرفها أغلبنا كمُخرج من مُخرجات الحياة الزوجية منقوصة الحقوق.
الحق الاول ـ حق الاستمتاع , وهو حق مشترك بين الزوجين فلا يجوز التفريط فيه ولا التقصير لا من قبل الزوج ـ وهنا السبب في تقصير الزوج إما لضعف صحي لديه فعليه ان يلجأ للطب فوراً ولا يخجل من مرضه فالمرض من الله وليس عيباً نختاره , ولكن العيب في أن نبقى نكابر على الغلط ونحرم الشريك الذي ربطناه معنا من حق له هو مقصد رئيسي من مقاصد الزواج ,أو ربما يكون السبب الخيانة الزوجية من قبل الرجل للمراة وبالتالي إشباع غرائزه خارج إطار مؤسسة الزواج المقدسة وهذا الخطأ بعينه مما يدفع الشريك المقابل للجريمة المنكرة لانه سيبحث عن بديل لاشباع رغباته أو بأبسط ردة فعل له اللجوء للقضاء لحل تلك الرابطة الانسانية وهي رابطة الزواج ,ولذلك قلت في مقدمة مقالتي ان زيارة المحاكم تفرز لك بجلاء اسباب المشاكل بعد ان تعد الزوجة حجتها وتكتشف ان الامر هو الغياب الكبير عن فراش الزوجية , (وأضيف ان المرأة قد تكون بالمقابل هي السبب في التقصير بهذا الحق كضعفها أو الخيانة والاشباع الخارجي فيحصل من الزوج من ردات الافعال ما قدمناه عن المرأة,وبالتالي فهذا الحق المشترك بين الزوجين وهو الاشباع المطلق والتفكير بالشريك في هذه الرغبة تلهب الحياة الزوجية وتجعلها جميلة لان الالتصاق الجسدي والتواصل الجنسي يعزز العشق والحب لدى الزوجين فلا نغفل عن هذا (الحق المشترك). والنصوص الشرعية التي تحذر من ترك الزوج بلا تلبية للرغبات الجنسية كثيرة ..
الحق الثاني ـ حق القوامة ,وهو للرجل مقابل انفاقه على زوجته ولو كانت اغنى منه ,فعليه واجب الانفاق ولها حق النفقة وبالتالي فحق القوامة للرجل لا يعني انه ليس حقا مشتركا مع المراة ,فحقه بالقوامة يوجب حقها بالنفقة ,ف "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا " فلو قامت المراة بالانفاق فلا يسقط حق القوامة للرجل لان انفاقها تطوعيا وليس واجبا وبالتالي هناك فهم مغلوط لدى النساء اللواتي يستلمن الرواتب ويشترين من المؤسسة كل شهر بما قيمته خمسين الى ستين دينار من المواد او تدفع الفواتير او او غيره من النفقات هناك خطأ لديها تعتقد من خلاله انها تنفق وبالتالي لا قوامة للرجل , فنقول لها انفاقك تطوعيا ولك الحق في النفقة وان كان الزوج افقر منك وله الحق في القوامة وهذا شرع لا يجوز مخالفته.
الحق الثالث ـ حق السكن , فللزوج اختيار السكن وهذا حقه, وللمراة حق توفيره من الزوج ,فلا يجوز للمراة ان تمتنع عن مسكن الرجل ما دام سكنا شرعيا فيه الخصوصية لها ويمتلك اسباب العيش فيه كمرافق المنزل من حمامات ومطبخ وغرفة معيشة وغرفة النوم التي تتمناها الفتيات وغرفة لاستقبال الضيوف ,فهذه التفصيلات هامة في طبيعة المنزل لان السكن الشرعي في قوانين المحاكم الشرعية يجب ان يتوفر فيه تلك الشروط وايضا يتبعه الاثاث لكل غرفة او مرفق فيه, ولكن الكثير من الزوجات تعتقد ان السكن في المدينة او في منطقة راقية فارهة هي حق لها, فاذا كانت امكانات الزوج لا تسمح ووفر لها بالمقابل بيتا في المنطقة المتأقلمة مع امكاناته وظروفه وكان البيت شرعيا فحق الزوج ان تلتزم المراة به ولا تثقله بعد ان حقق لها هي الاخرى حق البيت الشرعي ومتطلباته,وانا اعرف انسانا بنى بيتا بعد عناء في ارض له يمتلكها فرفضت الزوجة وقالت:(انا ما بسكن الا باربد بشارع الجامعه)مع ان بيت ابيها وامثالها لا يحيطه الا الطبيعة الريفية التي تتكون من السنسال الحجري (السنسلة ) والمليئة بالفئران والجرادين وتنام على فرشة (ملزقة بالارض) لو اردت ازالتها لما استطعت الا اذا (سلختها) سلاخه عن الارض وتجد الرطوبة ذات اللون المخضر اسفلها.
لذا على الفتيات العيش بالواقع ويكفي احلاما فالشباب لا يمتلكون من المال (الا) ما يوفر الحياة الكريمة ولا توفر حياة الرفاهية التي تنشدين ,فإذا ما قبلت فالزواج افضل الف مرة من البقاء في صراع العزوبية وخصوصا اذا وفر الزوج الحقوق الاساسية ولم يقصر في واجباته السرية معك وبعدها ان كنت تحبين (الستيرة )فستصنعون مستقبلا مليئا بالرفاهية ,فالزواج قائم على الحقوق المشتركة والاساسية والرفاهية تابع لنجاح الحياة الزوجية وليست اساسا فيها.