إليك أمًي...
تم نشره الثلاثاء 27 آذار / مارس 2012 05:07 مساءً
سلطان الخضور
إليك أمًي.......
إليك أبي.......
ليست المرة الاولى التي أحاول فيها الكتابة في واحدة من أعز المناسبات وأغلاها ألا وهي مناسبة "عيد الام " ،لكنها المرة الاولى التي أنجح فيها بتدوين هذه السطور... . ففي كل عام أمسك بقلمي وأحاول تطويعة للكتابة في هذا الموضوع ،فأجدني عاجز عن التعبير . فكلما انتهيت من كتابة واحدة من الجمل التي أخالها هي الأنسب للتعبير عن موقف كهذا ...أقوم بشطبها بحثا عن عبارة أخرى .وكثيرا ما كنت أطلب من قلمي أن يستريح لبرهة من الوقت ، فاشرب فنجانا من القهوة ،وأدخن بضعا من السجائر ، وألوذ بصمت عميق كثيرا ما يكون ملفتاً للنظر ،علني أجد ضالتي من الكلمات...فأجدني عاجز، فتفوتني الكتابة في هذه المناسبة .
حاولت أن أجد تفسيراً لهذا العجز المتكرر ، فخلصت إلى أن هناك من يزاحم أمي في يومها ،إنه أبي ...فلجأت إلى طريقة الاستعانة بالصور والمواقف التي تخص أمي دون أبي ،فحاولت تذكر جلساتها ...ابتساماتها ...كلماتها ... .
حاولت استحضار صور المزرعة ...وخبز الطابون ...وحوش الدار...الزيت والزعتر...والجبنة ...والخيمة .
طلبت من الذاكرة أن تستعين بمواقف الفرح والحزن والامل والالم ...فكان أبي حاضر في كل المواقف ...فتكرر الفشل . لم أستطع الكتابة عن أمي دون أبي،فقد تقاسما الحياة ...نعم الحياة بمرها ...واحيانا بحلوها.
أنا لست بائساً ولا يائساً ولا محبطاً...لكن لحظات الفراق تفوق كل اللحظات ،فكيف إذا كان الفراق...فراق الوطن .
إلى كل الذين نجحوا في الكتابة في "عيد الام "أقول أتمنى لو أن الله أطال في عمر أمي،أو في عمر أبي بضع سنوات لأجعل بر الوالدين هو الهدف الأسمى في الحياة ،فالدنيا فانية ...والمال الى زوال .
إليك أبي ...سامحني فقد فارقت الحياة وأنا في سفر... كنت فيها أبحث عن لقمة العيش لك...ولأولادي.
إليك أمي ...سامحيني فلم استطع أن أدفنك كما تمنيت في حوش الدار ،فحوش الدار ما زال محاطا بدبابات الإحتلال .