الملك يلتقي أردوغان ومجموعة الصداقة البرلمانية الأردنية الكورية
المدينة نيوز - التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال مشاركته في أعمال قمة سيؤول للأمن النووي الاثنين، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، حيث جرى بحث العلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك خصوصا تطورات الأوضاع في سورية. وأكد جلالته ورئيس الوزراء التركي خلال اللقاء الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، أهمية تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين، في ضوء ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تطورات وأحداث متسارعة.
وفي هذا السياق بحث جلالته ورئيس الوزراء التركي العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات وعلى مختلف الصعد.
وأكد جلالته واردوغان ضرورة دعم مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان كمبعوث للأمم المتحدة والجامعة العربية، لإيجاد حل سياسي للازمة في سورية، مشددين على ضرورة استمرار التنسيق بينهما في هذا الملف.
وأكدا حرص الأردن وتركيا كبلدين جارين لسورية على وحدتها وسلامتها واستقرارها وحقن الدماء ووقف العنف.
وعلى صعيد تحقيق السلام في المنطقة أكد جلالته موقف الاردن الثابت بان تبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية في المنطقة وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني.
كما التقى جلالة الملك في مقر إقامته في العاصمة الكورية اليوم الاثنين، مجموعة الصداقة البرلمانية الأردنية الكورية التي تضم عددا من رؤساء وأعضاء اللجان في الجمعية الوطنية الكورية.
وأعرب جلالته خلال اللقاء الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، عن تقديره للمجموعة لما تقوم به من جهود لتمتين وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين وخصوصا في المجالات البرلمانية .
ولفت جلالته في هذا السياق إلى الصداقة التي تربط بين البلدين على امتداد خمسين عاما والتي يحرص الأردن على الاستمرار في تعزيزها وتقويتها في جميع المجالات، مبينا جلالته أن ما تشهده العلاقات الأردنية الكورية من تطور وتبادل للزيارات وازدياد حجم التبادل التجاري دليل على متانة هذه العلاقات.
وعبر جلالة الملك عن تقديره لكوريا على الدعم الذي تقدمه للأردن من خلال المنح والقروض والمساعدات والبعثات الدراسية والمساهمة في إنشاء المفاعل الذري البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الذي يسهم في إعداد الكوادر الأردنية المدربة في هذا المجال . وأعرب جلالته عن أمله في أن تواصل مجموعة الصداقة البرلمانية الأردنية الكورية بدعم العلاقات بين البلدين وخصوصا في المجالات التنموية والتقنية.
وأشار جلالته إلى الفرص المتاحة لزيادة التعاون الاقتصادي الأردني الكوري في ضوء ما يتمتع به الأردن من مناخ امن مستقر وبيئة جاذبة للاستثمار.
وأكد أعضاء المجموعة من جانبهم حرصهم على المضي قدما في البناء على علاقات الصداقة بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، مشيرين إلى أن افتتاح السفارة الأردنية في سيؤول دليل إضافي على قوة ومتانة العلاقات المتنامية بين البلدين.
وعبروا عن تقديرهم الكبير لما يقوم به جلالة الملك من جهود في سبيل تحقيق السلام في المنطقة وقيادته لعملية الإصلاح الشامل في الأردن.
وبينوا ان جهود جلالة الملك ساهمت في تعزيز مكانة الاردن كواحة للامن والاستقرار، مشيرين الى اهتمام كوريا في تعزيز استثماراتها في الاردن خصوصا في إقامة المشاريع الكبرى والاستفادة من قدرات الاردن من خلال استخدام الموارد البشرية الاردنية في تنفيذ المشاريع الكورية في المنطقة بالتعاون مع الشركات الاردنية. ووصفوا الأردن بأنه شريك مهم ومقصد سياحي لكوريا ، وبانه ممثل نموذجي للحضارة العربية الاسلامية.
وحضر اللقاء وزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في كوريا عمر النهار.
كما التقى جلالته عددا من المدراء التنفيذيين لكبريات المؤسسات والشركات الكورية في اجتماعات منفصلة استعرض جلالته خلالها الفرص الاستثمارية في المملكة ومجالات مساهمة هذه الشركات بها في قطاعات الطاقة والبنى التحتية والمياه والانشاءات والادوية والالكترونيات والصناعات الدفاعية.
فقد التقى جلالته، رئيس مجموعة (اس تي اكس) كان دوق سو، ورئيس مجموعة (اس تي اكس) للطاقة لي هي بيوم، ورئيس مجموعة ( اس أن تي ) تشوي بيونغ غيو ، والرئيس التنفيذي ل ( اس ان تي – موتيف ) كيم تاك وون ، ورئيس وكالة التطوير الدفاعي ( إيه دي دي ) بيك هونغ يول ، ورئيس مؤسسة ( سلتروين ) سو جانغ جن ، ونائب رئيس (سامسونج الكترونكس) كانغ هو مون .
وحضر اللقاءات، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد ، وسمو الامير راشد بن الحسن، وعدد من أعضاء الوفد المرافق لجلالة الملك.
ولفت جلالته الى ان الاردن سيواصل جهوده ومساعيه على جميع الصعد لدفع عملية السلام ومساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وحضر اللقاء وزير الخارجية ناصر جودة ، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في سيؤول عمر النهار، وعدد من المسؤولين الأتراك.
وقد التأمت في العاصمة الكورية سيؤول الاثنين أعمال قمة سيؤول للأمن النووي التي يشارك فيها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جانب 43 من زعماء وقادة الدول. وأكد جلالته في أعمال القمة التي حضرها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ضرورة بذل كل الجهود لمنع تهريب المواد النووية كاليورانيوم أو البلوتونيوم عالي التخصيب بين مختلف الدول.
وتبحث القمة التي يشارك فيها ممثلون عن57 دولة ومنظمة متخصصة على مدى يومين، موضوعات تتعلق بالأمن النووي من بينها تحقيق الهدف المشترك لمنع الإرهاب النووي، حيث أعلن جلالة الملك خلال القمة أن الأردن بدأ بتشكيل فريق لمكافحة التهريب النووي والمكون من مسؤولين وخبراء من جميع المؤسسات ذات العلاقة بهدف تجنب المخاطر المتأتية عن تهريب المواد النووية.
وأشاد عدد من رؤساء الدول المشاركة من ضمنهم الرئيس الأميركي باراك اوباما بالمبادرة الأردنية وذلك في خطابه الذي القاه يوم امس الاحد في جامعة هانكوك الكورية، والذي أشار فيه إلى أن عددا من الدول من بينها الاردن تعمل على انشاء فرق مكافحة تهريب هذه المواد، لافتا إلى أهمية الربط بين جهود هذه الدول في هذا المجال. واستعرض القادة المشاركون في القمة التقدم الذي حصل في مجالات الأمن النووي منذ قمة واشنطن التي عقدت عام 2010.
ويبحث القادة في مقترحات محددة حول إجراءات منع المخاطر المترتبة على الإرهاب النووي، وتحسين تطوير إدارة آمنة وسليمة للمنشآت النووية ، ومنع المتاجرة غير المشروعة بالمواد النووية.
وتأتي مشاركة جلالة الملك في القمة، تأكيدا على اهتمام والتزام الأردن بالأمن النووي في سياق جهوده ومساعيه الحثيثة لتنفيذ برنامجه النووي السلمي لتأمين مصادر بديلة للطاقة، وتطوير مصادر الطاقة المحلية التقليدية والمتجددة واستغلالها بشكل امثل بما يؤدي إلى تقليل الاعتماد على استيراد احتياجات المملكة من مصادر الطاقة المختلفة.
ويشارك الأردن في القمة ضمن جهود جلالته لتعزيز قدرة المملكة على بناء وتوليد الطاقة الكهربائية من خلال استخدام الطاقة النووية للإغراض السلمية وتعزيز امن التزود بالطاقة والغذاء.
ويسعى الأردن الذي يستورد نحو 96 بالمائة من احتياجاته من الطاقة إلى الاعتماد على الطاقة النووية لتوليد الكهرباء ، وتحلية مياه البحر خاصة انه يعتبر رابع أفقر بلد في العالم مائيا ، فيما يعزز الأردن باستخدام الطاقة النووية الى توفيرها بأسعار مناسبة تجنبا لتقلب أسعار النفط العالمية. وحضر جلالة الملك حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الكوري لي موينغ باك على شرف رؤساء الوفود المشاركة في القمة.
والتقى جلالة الملك عبدالله الثاني على هامش أعمال القمة، عددا من القادة ورؤساء الوفود المشاركين في أعمال القمة ، حيث التقى جلالته الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو ، والرئيس الفنلندي ساولي نينستره ، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وولي عهد أبو ظبي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيسة وزراء تايلاند ينغلك شينوترا، ونائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ.
قال سمو الأمير زيد بن رعد مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة إن المبادرة التي أعلنها جلالة الملك اليوم تعد من أهم انجازات هذه القمة والتي تعكس رغبة عدد كبير من الدول المشاركة بإنشاء فرق لمكافحة تهريب المواد النووية.
وأضاف أن المبادرة لا علاقة لها بالمفاعلات النووية، وهي تخص جميع الدول بغض النظر إذا كان لديها برنامج للطاقة النووية أم لا.
بدوره قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان إن مشاركة الأردن في قمة سيؤول للطاقة النووية تؤكد جدية مساعيه لاستخدام الطاقة النووية ،والتي تعتبر ركيزة في حل مشكلة ارتفاع أسعار النفط.
وأضاف أن مشاركة جلالة الملك في أعمال القمة تؤكد اهتمام الأردن بموضوع الطاقة النووية التي يسعى جلالته لان يكون الأردن أنموذجا على مستوى المنطقة العربية، والشرق الأوسط في كيفية تسخيرها للإغراض السلمية.
وأوضح طوقان أن القمة ستبحث في ما يواجهه العالم من تحديات استخدام الطاقة النووية وفي مقدمتها موضوع الأمن النووي.
وبين أن القمة ستركز على موضوع التوسع في استخدام الطاقة النووية، وبنفس الوقت ستعمل من خلال الجهات ذات العلاقة على وضع الضوابط والآليات والتدابير التي تمنع حدوث أي اختراق امني نووي في تطوير مواد نووية لاستخدامها في أعمال تخريبية.
وأشار إلى أن مشاركة الدول الصاعدة في مجال الطاقة ومن ضمنها الأردن، في أعمال القمة إلى جانب الدول الكبرى يؤكد جدية هذه الدول في استخدام الطاقة النووية.
من جانبه قال خبير الطاقة الدكتور وجيه عويس، إن القمة تشكل فرصة للتباحث في موضوع تكنولوجيا الطاقة النووية، وزيارة المواقع والمراكز المتقدمة بهذه التكنولوجيا، وإمكانية عمل علاقات متبادلة بين هذه الجهات والمؤسسات الجامعية في الأردن.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الكورية في مجال الطاقة، لاسيما وان كوريا تدعم إنشاء المفاعل الذري البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الذي سينتهي العمل به عام 2015. وفي ذات السياق قال عويس إن المفاعل البحثي الذي سيضم كوادر فنية أردنية مؤهلة، سيخصص لاجراء الأبحاث العلمية المتعلقة بالتكنولوجيا النووية، خصوصا وان الأردن مقبل على إنشاء محطة توليد كهرباء بالطاقة النووية.( بترا )