كيف كانت رنا الصباغ ترى حكومة نادر الذهبي ولماذا ؟
المدينة نيوز – ميس رمضان - : ننشر تاليا مقالات لكتاب سبق ونشرت منذ سنوات ، لنعرف بوصلة اتجاه البلد في فترة من الفترات ، ونبدأ بالزميلة الإعلامية المبدعة رنا الصباغ من خلال مقال على موقعها وننتهي عند أسماء أخرى ونختار حذف بعض الفقرات التي نعتبرها " حشوا " في أي مقال يتم نشره .
فقد كتبت الزميلة الإستقصائية المبدعة مقالا بتاريخ 9 – 3 – 2008 امتدحت فيه نادر الذهبي شقيق محمد الذهبي مدير المخابرات في حينه ، وسلطت الأضواء أن الإنسجام بين حكومة السيد نادر الذهبي وبين شقيقه محمد الذهبي مدير المخابرات الأسبق والموقوف راهنا في سواقة على خلفية شبهات فساد كانت عاملا إيجابيا جدا جدا ، حيث امتدحت السيد نادر الذهبي بقوة ..
فإلى المقال وانتظروا مقالات لكتاب آخرين :
حكومة الذهبي بعد 100 يوم? ما لها وما عليها
قبل أيام أكملت حكومة نادر الذهبي مئة يوم اجتازت بجدارة امتحان تمرير حزمة القرارات الاقتصادية الأصعب خلال السنوات العشر الماضية بما فيها رفع الدعم عن السلع وتعويم أسعار المحروقات وتفعيل آلية إشكالية لتقديم الدعم المباشر للموظفين والأقل دخلا بأقل الأضرار السياسية أو الأمنية.
بإنجاز تلك المهمة شبه “الانتحارية” في عالم السياسة, طبق الذهبي من دون تردد تحديا استراتيجيا اقتصاديا لإغلاق ملف الدعم الذي استنزف خزينة الدولة وذهب لغير مستحقيه لسنوات وبالتالي فاقم عجز الموازنة وحجم الاقتراض المحلي.
نفذ الذهبي وفريقه تحديا طالما تهربت منه الحكومات المتعاقبة إذ تخلى أسلافه أصحاب الدولة عن إكمال المشوار حتى النهاية بسبب عدم شعبيته وخوفا من امكانية اندلاع أحداث شغب ومظاهرات قد تخسرهم مقاعدهم, كالتي دارت في مدن وقرى عديدة عقب قرارات سابقة برفع أسعار سلع وخدمات.
اليوم يستمر التحدي الاقتصادي الاجتماعي الأمني مع كرة ثلج الأسعار التي تتدحرج بلا توقف رافعة أسعار غالبية مكونات سلة الاستهلاك بين 10 و25 % قبل أن تدخل الوجبة الثانية من رفع أسعار الكهرباء وغيرها حيز التنفيذ.
يحسب للرئيس أيضا أنه, منذ تكليفه في 22/11/,2007 نجح في إعادة المكانة الإدارية لرئاسة الوزراء وتكريس المفهوم الدستوري بأن مجلس الوزراء هو صاحب الولاية العامة من خلال سلسلة قرارات ومواقف سياسية أعلنها وتحمل مسؤوليتها.
هذه التصريحات ساهمت بتخفيف قناعات سابقة داخل الأوساط الشعبية والنخبوية وفي الصالونات السياسية العَمّانية أن حكومته معنية فقط بالملف الاقتصادي التنموي بينما يشرف الديوان الملكي على إدارة ملف السياسة الخارجية بتنسيق تام مع دائرة المخابرات العامة وبإشراف الملك في عالم إقليمي دولي متغير وسط تداخل الأمني بالسياسي.
تطور إيجابي آخر تمثل ببدء مشاركة رئيس الوزراء في الزيارات الملكية المهمّة وإدارة حوارات اقتصادية سياسية تنموية مستقلة كان آخرها رحلته إلى واشنطن مع الملك عبد الله الثاني. وقبلها شارك بلقاء قمة جمع الملك والرئيس المصري حسني مبارك حول خيارات السلام.
هذا التقليد كان شبه مغيب خلال السنوات الثلاث الماضية إذ كانت الوفود المرافقة تقتصر على الوزراء المعنيين بملفات الزيارة الرسمية فضلا عن رئيس وموظفي الديوان, وأحيانا كثيرة مدير عام دائرة المخابرات العامة.
نجح الرئيس في استثمار أول شهرين من رئاسته المليئة بالإحباطات الداخلية والخارجية لفتح حوارات معمقة طالت أبناء ووجهاء المحافظات وشرائح المجتمع لشرح أجندته واستعراض التحديات الاقتصادية التي تواجه البلد وتهدد أمنه واستقراره, بسبب عدم قدرة الدولة على مواصلة سياسات شبه رعوية وسط شح في الموارد الطبيعية وتكاثر سكاني مرعب وترهل بيروقراطي.
كانت الحكومة حصلت على ثقة قياسية في مجلس النواب في أجواء نقاشية اتسمت بأقل درجة من الصخب بخلاف التوقعات برفع أعضاء المجلس الجديد “العيار الخطابي” لكي يثبتوا أنفسهم أمام قواعدهم الانتخابية التي اختارتهم أخيرا. وفرّت له الحوارات المجتمعية والثقة النيابية غطاء شعبيا لتمرير قرار تحرير الأسعار.
..
وبذلك استطاع الرئيس اجتياز امتحان تحرير الأسعار الأصعب في تاريخ أي حكومة خلال العقد الماضي.
لكن بحسب ساسة ومراقبين فان نجاح الرئيس لا يعود حصرا إلى كفاءة فريقه- وأغلبه تكنوقراط غير مسيس بحاجة لتواصل وانفتاح اوسع مع محيطه لكسب الرأي العام – او قدرة غالبية الوزراء على إدارة دفة الصراع في غياب ملامح مطبخ سياسي لرسم السياسات. بل أن جزءا كبيرا منه يرجع إلى شخصية وأسلوب ومنهجية عمل الذهبي.
وأيضا بسبب الدعم والحماية التي تحظى بها هذه الحكومة لدى القصر والمؤسسة الأمنية, ضمن واقع جديد يتسم بتقاسم الملفات الأساسية بين ثلاثة محاور رئيسية باتت تدير البلاد بإشراف وتوجيه الملك.
....
اليوم جرت مأسسة تقاسم الصلاحيات وأخمدت معركة الصراع على الصلاحيات ضمن ترتيبات يقبل بها الجميع .......
...
بانتظار ظهور نتائج الاستطلاع المبنية على حقائق وأرقام خلال عشرة أيام, يعتقد ساسة ومراقبون أن التفاهمات الأخيرة داخل أروقة الدولة قابلة للاستمرار بسبب الأجواء الداخلية والخارجية الضاغطة. لكن على الرئيس اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتقوية أداء حكومته في مواجهة مستقبل سيزداد صعوبة.
....
. 2008/3/9 .