زواج المتعة ما بين الإسلاميين والأمريكيين
من يتابع العلاقات العربية الأمريكية يصدم إلى ما آلت إليه هذه العلاقات وخاصة في هذه المرحلة الهامة والحساسة من تاريخ الأمة العربية .
أن الخراب الذي أحدثته السياسة الخارجية الأمريكية بحق العرب والمسلمين منذ أن دخلت على المسرح الدولي ,مرعب وخطير فقد أحدثت هذه السياسة خراباً ودماراً في بينونة النظام العربي الرسمي والشعبي على السواء,ومن هنا فان معيار الصدمة ليست على مستوى المواطن العربي العادي والغير مسيس فما بالك بالنخب السياسية والفكرية والثقافية .
أن الذاكرة القومية والعربية والعروبية هي ذاكرة غير مثقوبة فهي تعرف
ما فعلته السياسة الأمريكية بالعرب منذ خمسينات العقد الماضي ,فقد كانت وما زالت طرفاً معادياً لحقوق العرب بل وإعلان العداء السافر ونهب ثرواتهم وفي اللعب بمصائرهم بشكل مخزي من خلال اعتبار المنطقة العربية وكأنها مزارع مفتوحة لشركاتها الجشعة والمتوحشة وكذلك العبث بمصائر الشعوب العربية من خلال دعمها لحكام لا يخضون بثقة الجماهير العربية ,فحسب بل سعت السياسة الامريكيه الي تجريف الثقافة العربية,ومحاولة كسر إرادة الجماهير العربية ووصل الأمر إلى احتلال العراق ودعم السياسية الصهيونية في المنطقة لتكون مخلب قط متوحش وأزعر يمارس غطرسته في كل المحافل والساحات الدولية .
أن هذه الكلام الذي استعرضناه يعرفه الشارع العربي عن ظهر قلب ,وخاصة أنصار التيار القومي واليساري ,لكن أن يتعامى التيار الإسلامي عن حجم وتهديدات السياسة الأمريكية للعرب,فتلك مصيبة عظمى ,ورحم الله الشهيد سيد قطب الذي أطلق على التيار الإسلامي في احد كتبه بأنه تيار متأمرك أو الإسلام الإمريكي
وهاهو الإسلام الأمريكي يطل علينا بوضوح سافر متناسياً الإسلام السياسي الذي برزت نجوميته أثناء موجة الربيع العربي ما فعلته أمريكا بالعرب والمسلمين .
أن جماعة الإخوان المسلمين الآن تقود رايات الإسلام السياسي متناسية كل الأدوار القذرة التي مارستها أمريكا بحق العرب والمسلمين وكأن هذه الجماعة تجاوزت مرجعيات الفقه الإسلامي السني, الذي يرفض زواج المتعة كما يقول فقهاء المذهب السني ,وأصبحت تطبق فتأوي الفقه الشيعي الذي حلل زواج المتعة لكن ليس على المستوى الاجتماعي بل على مستوى العلاقات الدولية وخاصة مع الأمريكيين.
أن زواج المتعة الذي يجري الآن بين الإسلاميين ممثلين بجماعة الإخوان المسلمين والولايات المتحدة هو زواج غير شرعي لا يعبر إلا عن أجندة الإسلاميين أنفسهم ولا يعبر عن توجهات العرب والمسلمين والكارثة أن هذا الزواج يمهد للنوم في العسل الأمريكي وعلى الطريقة السلفية أي إن الصراع الذي جرى ما بين الإسلاميين والأمريكيين,هو صراع شكلي وغير مبرر وان الدماء التي سالت في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان وليبيا وسوريا هي دماء يتحملها الأمريكيون والإسلاميون ,فالعداء ما بين الليبرالية الأمريكية والإسلام السياسي انتهى الآن وعلى المكشوف ,فالإسلام السياسي أصبح برسم البيع والمتاجرة بيد الأمريكيين وبالأحرى أصبح ذراع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ,وان هذا الزواج يمكن وصفه بزواج المتعة وعلى الطريقة السلفية وليس الطريقة الليبرالية .