ظاهرة انفلات الكتابة الصحفية

تم نشره الثلاثاء 27 آذار / مارس 2012 05:07 مساءً
ظاهرة انفلات الكتابة الصحفية
امجد السنيد

قال تعالى في محكم كتابه بسم الله الرحمن الرحيم ( ألم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) صدق الله العظيم.

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام (إن الرجل يلقى الكلمة لا يلقى لها بالاً تهوى به في النار سبعون خريفاً ).

ويقول المثل الشعبي من لم يكن عقله أكمل ما فيه .. كان هلاكه أيسر ما فيه .

فالكلمة الطيبة جميلة لا تؤذي المشاعر ولا تخدش النفوس جميلة في اللفظ والمعنى يشتاق إليها السامع نتائجها مفيدة وغايتها بناءة ومنفعتها واضحة.
ولعل ما دفعني إلى هذه المقدمة ما يشهده الوطن ألان من حالة غير مسبوقة من ظاهرة انفلات الخطاب الصحفي جراء إفرازات و تداعيات الربيع العربي التي تعيشها البلاد حاليا‏.

‏وتأخذ هذه الظاهرة العديد من الأشكال والمستويات التي تترك أثارها السلبية على اتجاهات وتشكيل أراء الشارع الأردني.

فالاعلامى أو الصحفي أصبح في قمة أولوياته انتهاج أسلوب الإثارة لمتابعة مادته للحصول على اكبر نسبة مشاهده أو قراء لمقالاته فهو لا يفكر في مراجعة ذاته واحترام عقلية القارئ بقدر ما أن يصبح حديث الشارع دون اعتبار لأخلاق وشرف المهنة .
وتتسم مبادئ الكتابة بوجود أخلاقيات وقيم لا يخرج عنها الكاتب في نقده للأحداث والأشخاص بأسلوب يتسم بالموضوعية والبعد عن التجريح دون وجه حق أو دليل يستند إليه الصحفي في تدعيم وجهة نظره تجاه الموضوع الذي يتناوله.

لقد ألقت بعض الكتابات الضوء على سلبيات الممارسة المهنية التي كشفت عن وجه اللامسؤولية والانجرار الأعمى وراء تحقيق الكسب عن ألشهره الزائفة وهذا الحديث لا يعني أنني مع محاولة من يسعون لفرض أي قيود على حرية الصحافة والإعلام أو من ينتمون إلى المدارس العرفية.

لكن العدل يملي علينا القول إن انفلات بعض الأقلام يحتاج إلى وقفة ومراجعة شاملة تشمل التقييم الذاتي والمحاسبة المعنوية وكيفية إعادة الاعتبار إلى آليات العمل الاحترافي ومراقبة الأداء المهني وتوجيه اللوم الأدبي .

كما غزت ظاهرة الانفلات الصحفي والاعلامى مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية فاتسمت معظم الكتابات والتعليقات بأداء يثير في معظمه حالة الإحباط الشديد لأنها لم تبرهن لغاية الآن على امتلاك كاتبها حداً أدنى من الرشد والعقلانية للتعاطي مع الشأن العام .
ولعل الخروج من هذا المأزق في ظل الانفتاح يكمن في أن تقوم المنظومة الصحفية بمراجعة ذاتها ونقد أخطائها وتصويب مسارها ووضع الأسس والضوابط المهنية اللازمة لبقائها بمنأى عن الانفلات والسقطات.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات