600 لاجئ سوري يدخلون الاردن عبر الرمثا في ليلة واحدة
المدينة نيوز - كشفت وثيقة رسمية جديدة صادرة عن مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان، عن وجود 8386 لاجئاً سورياً على الأراضي الأردنية.
وأكدت الوثيقة التي حصلت يونايتد برس إنترناشيونال على نسخة منها الخميس، أن "عدد الاجئين السوريين المسجلين في المفوضية حتى 15 أذار/مارس الحالي بلغ 5886 لاجئاً، في حين أن أكثر من 2500 لاجئ منحوا مواعيد تسجيل لدى المفوضية".
ولا تتطابق مؤشرات مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمّان مع الأرقام التي أعلنت عنها الحكومة الأردنية خلال الأيام الماضية حول وجود 3000 الى 3500 لاجئ سوري دخلوا إلى الأراضي الأردنية بشكل غير قانوني، عبر السياج الحدودي بين البلدين ومنحتهم الحكومة صفة لاجئين بسبب ظروفهم الإنسانية الصعبة.
وكشفت الوثيقة أن مخيم اللاجئين السوريين في مدينة الرمثا (شمال) سجل ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد اللاجئين ليصل إلى 720 لاجئاً حتى 22 آذار/مارس الحالي.
وأوردت الوثيقة جدول يظهر منحنيات تسجيل اللاجئين السوريين لكل شهر خلال الفترة من آذار/مارس عام 2011 (تاريخ بدء الإحتجاجات السورية على نظام الرئيس بشار الأسد) إلى 22 آذار/مارس من العام الحالي، حيث تظهر إرتفاعاً مضطرداً في عدد المراجعين للمفوضية لغايات التسجل فيها.
وسجلت أشهر كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضي وآذار/مارس الحالي، أعلى معدل لتسجيل اللاجئين السوريين في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجّلين بالمفوضية في كانون الثاني/يناير 746 لاجئاً و1285 في شباط/فبراير الماضي، و1003 لاجئين حتى 22 آذار/مارس الحالي.
وأظهرت الوثيقة إحصائية بعدد اللاجئين السوريين الذين تم تسجيلهم في مكتب المفوضية خلال العام الماضي 2011 مع بدء الإحتجاجات في سوريا، حيث سجّل 11 لاجئاً في آذار/مارس، و5 في نيسان/أبريل، و15 في أيار/مايو، و63 في حزيران/يونيو، و148 في تموز/يوليو، و155 في آب/أغسطس، و317 في أيلول/سبتمبر، و261 في تشرين أول/أكتوبر، و518 في تشرين الثاني/نوفمبر، و826 في كانون أول/ديسمبر.
من جهة اخرى وصل ما يزيد عن 600 لاجئ سوري إلى مدينة الرمثا الأردنية الواقعة على الحدود السورية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وذلك في أكبر عملية تدفق للاجئين إلى الأردن في يوم واحد منذ بداية الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسدقبل أكثر من عام.
وقال مراسل الجزيرة في الأردن إن غالبية اللاجئين جاؤوا من منطقتي الحراك وبصر الحرير في درعاالسورية، ومعظمهم عائلات دون معيل يغلب عليها النساء والأطفال وكبار السن، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين الذين وصلوا الرمثا من سوريا منذ الجمعة الماضي فقط بلغ 2000 لاجئ.
وسجل معدل التدفق للرمثا عبر الحدود الأردنية السورية ارتفاعا ملحوظا في الشهر الأخير مع تزايد العمليات العسكرية للجيش النظامي السوري في محافظات درعا وحمص وحماة.
وفسر اللاجئون للجزيرة نت سبب تزايد التدفق من منطقتي الحراك وبصر الحرير، بأن إحدى الكتائب العسكرية التابعة للجيش السوري تحاصرهما منذ أكثر من شهر، وأن العائلات هناك تهرب من حصار الجيش السوري نظرا لانقطاع الكهرباء والمياه والحاجات الأساسية عن المنطقة.
ووصف أحد اللاجئين السوريين القادم من منطقة درعا البلد الوضع في المناطق المنكوبة بسبب حصار الجيش السوري بـ"المأساوي"، وقال إن العائلات تضطر لمغادرتها بسبب غياب المعيل وانقطاع الخدمات الأساسية.
من جانبه، قال رجل الأعمال نضال البشابشة، الذي خصص 7 عمارات في الرمثا للاجئين السوريين منذ مايو/أيار الماضي، إن معدل تدفق اللاجئين كان في بداية الأزمة يتراوح بين 75 و100 لاجئ في اليوم، لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تزايدا كبيرا حيث بلغ معدل التدفق أكثر من 200 لاجئ يوميا.
اللاجئون السوريون بالأردن
يتلقون المساعدات (الجزيرة نت)
وقال في تصريحات للجزيرة نت إن عدد اللاجئين ارتفع داخل السكن المخصص لهم بالرمثا بعد وصول 600 لاجئ دفعة واحدة ليلة أمس الثلاثاء، حيث وصل عددهم داخل السكن 1480 لاجئا، وهو ما دفعه لبناء مخيم لاستيعاب الأعداد الجديدة.
وروى البشابشة صورة صادمة لبعض اللاجئين الذين وصلوا وقال "استقبلنا طفلة عمرها 6 سنوات بمفردها دون عائلة، وشيخا مسنا يبلغ عمره 92 عاما حضر بمفرده أيضا".
وسجلت الجزيرة نت توزيع مساعدات وطرود غذائية وفرش بسيط للمنازل واحتياجات أساسية للاجئين الذين وصلوا الأردن، حيث تقوم الهيئة الخيرية الهاشمية، وجمعية الكتاب والسنة بتوزيع المساعدات التي تقدمها جمعيات خيرية ومتبرعون من دول الخليج والأردن.
وبلغ عدد السوريين الذين دخلوا الأردن في عام نحو 90 ألفا، حسب إحصاءات رسمية أردنية، منهم نحو 30 ألفا مسجلين لدى جمعيات خيرية، إضافة لنحو 5000 لاجئ مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ولم تسمح الحكومة الأردنية حتى الآن بافتتاح مخيمات للاجئين السوريين رغم تجهيز ثلاثة مواقع من قبل وزارة الأشغال الأردنية وجمعية الكتاب والسنة في مدينتي الرمثا والمفرق الحدوديتين مع سوريا. (يو بي اي - الجزيرة )