هل يتطور (التوجيهي) بامتحانه على عامين ؟

المدينة نيوز - اثارت التوجهات التي اعلنتها وزارة التربية عن نيتها عقد امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي" على مدار عامين بدلا عن الدورتين الصيفية والشتوية المعتمدتين حاليا, ردود فعل متباينة تتساءل في معظمها في ما اذا كان التطوير الذي طال انتظاره لهذا الامتحان الذي يعتبر مصيريا للطلبة وذويهم, يمكن اقتصاره على اطالة مدته الزمنية او السماح لبعض الطلبة باعادة مباحث معينة لرفع معدلاتهم.!
يقول احد المختصين في هذا المجال في رسالة عبر البريد الالكتروني اين في هذا القرار اذا ما صدر من حلول للمشكلات المترتبة على امتحانات التوجهيي? ولنطرح بعضاً من هذه المشكلات ولنتمعن فيها هل ستنتهي بعد استصدار هذا القرار?
أولاً: توتر النفس لكل من طالب التوجيهي وأسرته خلال فترة الدراسة, وما يلحق به من توترات بعد النتائج, فمنهم من يكون غير راضٍ عن نتيجته كالطلبة الجادين ومنهم من يرسب ويصل به الامر إلى حد الاغماء او التهديد بالانتحار.
ثانياً: انتشار ظاهرة ما يسمى " الغش" وبشكل ملحوظ في قاعات امتحانات التوجيهي, وما تشكله هذه الظاهرة من اعباء كبيرة على المعلمين الذين أدوا القسم القانوني, وحرمان الطلبة الجادين من فرصهم بعد نتائج التوجيهي.
ثالثاً: حرمان الطلبة ضعاف التحصيل من فرصهم في الاستمرار في تقديم الامتحانات لغايات النجاح على الاقل, لدرجة الفرض عليهم لإعادة المواد كافة إذا ما استنفدوا فرصتين لإعادة الامتحانات, من دون الاخذ بالاعتبار المشكلات القصرية المؤدية لصعوبة التحصيل كصعوبات التعلم على سبيل المثال.
رابعاً: انتشار التعليم الخصوصي لبعض المواد الدراسية خصوصاً لمرحلة الثانوية العامة, مما يشكل عبئاً نفسانياً واقتصادياً على الاسرة, وبعض الاسر لا تستطيع دمج أبنائها ضمن هذا النوع من التعليم, مما يؤخرهم ويبعدهم عن الفرص التعليمية بعد التوجيهي.
يضيف هناك اسباب كثيرة تترتب على امتحانات ونتائج الثانوية العامة, ولكن الكل يتفق على أن النتيجة هي التي تحدد ملامح مستقبل الطالب, فإذاً المهم في الموضوع هو مستقبل الطالب بعد الثانوية العامة, لذا فإن الحلول تكمن بمدى مقدرة المخططين في وزراة التربة على استصدار نظام تعليمي مُطوّر يحل كل هذه المشكلات ويعزز فرص الطلبة لبناء مستقبل أفضل, خصوصاً ما يتعلق بفرص اعادة الامتحانات وفتح الفرص مرات ومرات لمن لم يحالفهم الحظ من الطلبة القدامى والذين يشعرون بانهم قد حرموا من دون وجه حق وبإعادة فقط المواد التي رسبوا فيها وليس اعادة المواد كافة ولماذا هذا? هل هو عقاب لهم?
باعتقادي أن خيارات الطالب بعد التوجيهي تأخذ منحيين أساسسين الاول: الذهاب للجامعات, والثاني: الذهاب للتدريب المهني. لذا أصبح من الضروري التفكير بتطوير نظام التعليم العالي ايضاً وبشكل مواز مع التوجيهي, خصوصاً التعليم والتدريب المهني, لتصبح هناك على الاقل جامعة مهنية تستكمل متطلبات مؤسسة التدريب المهني, ويكون التعليم المهني على مستويات يستطيع من خلالها الطالب التدرج إلى حين الحصول على مؤهل جامعي مهني, وهذا سيحل الكثير من المشكلات التي يفكر بها الطالب الذي يسعى للحصول على مؤهل جامعي. وهذا سيعزز المستوى الاجتماعي لكل من لم يحالفه الحظ.
بدورنا نرى ان عقد مؤتمر شامل لمناقشة مشاريع تطوير امتحان الثانوية العامة بجدية من قبل اسرة التربية والتعليم والمختصين والخبراء من الاكاديميين وذوي العلاقة, يظل هو الاساس في الانطلاق بمثل هذا الامتحان العام نحو آفاق الحداثة والتجديد ! . ( العرب اليوم )