في الذكرى الخامسة لانطلاقتها، ذبحتونا: العنف الجامعي ما هو إلا خلاصة عملية تدمير ممنهجة للتعليم في جامعاتنا
المدينة نيوز - نقف اليوم أمام الذكرى الخامسة لتأسيس الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”، هذه الحملة انطلقت بمبادرة طلابية حزبية وشبابية واعية أملاً في الارتقاء بوعي الطالب بشكل خاص والعملية التعليمية بشكل عام.
ان تراكم خبرات الحملة ونضوجها في آلية التعامل والتعاطي مع المشكلات على اختلافها واختلاف مواقعها, جعل لها مكانة رائدة في القطاع الطلابي والمجتمع المحلي و وسائل الإعلام المختلفة, واتسعت من خلالها رقعة الثقة والمؤازرة لها ولمخرجاتها.
وهنا يجب التأكيد على ان الحملة ليست منظمة حقوقية وحسب, بل هي ركن اساسي من اركان التغيير على مستوى الجامعات ولها كوادرها وادواتها والتي تعمل من خلالها على كشف مواطن الخلل والعمل على علاجها وتغييرها نحو واقع افضل للطالب والعملية التعليمية متعاونين مع كافة القوى والفعاليات الطلابية في الجامعات وكليات المجتمع.
خمس سنوات على انطلاقة الحملة، سجلت خلالها حضوراً متميزاً في الدفاع عن حقوق الطلبة وتبني قضاياهم ومعاناتهم. وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الحملة إلا أن المشوار لا يزال طويلاً، فما زالت الحريات الطلابية مسلوبة على اختلاف ميادينها ومساراتها, هذه الحقوق والحريات المسلوبة التي ترى فيها الحملة نقطة الإنطلاق نحو بيئة تعليمية خصبة تهدف بمخرجاتها- والتي لطالما كان الرهان عليها- لتدعيم عجلة التنمية الوطنية.
خمس سنوات على انطلاقة الحملة ومازالت المجالس والاتحادات الطلابية في الجامعات أسيرة عمادات شؤون الطلبة و”الصوت الواحد”. خمس سنوات على انطلاق الحملة والحكومة مازالت تتفنن في رفع الرسوم الجامعية بطرق مباشرة وغير مباشرة إلى أن وصلت كلفة دراسة تخصص تكنولوجيا المعلومات ما يقارب ألـ 300 دينار شهرياً بما يفوق معدل رواتب موظفي الدولة، خمس سنوات وما زالت الجامعات الخاصة “تستفرد” بالطالب دون رقيب أو حسيب.
خمس سنوات على انطلاق الحملة والحكومة ما زالت تستولي على أموال رسوم الجامعات والرسـوم الجمركية لتعطي الجامعات جزءاًَ منها وتستحوذ على الباقي وتدّعي بعد ذلك
وجود عجز في موازنات الجامعات. خمس سنوات وما زال العمل الحزبي ممنوعاً من العمل داخل الجامعات لتصبح الجامعات مرتعاً للإقليمية والعشائرية، وخمس سنوات من التدمير الممنهج للتعليم في جامعاتنا لتقطف الحكومة ثماره عنفاً جامعياً استشرى كالسرطان يفتك بالمنظومة التعليمية طلابا ومؤسسات.
ورغم هذا الواقع المرير إلا أن الحملة وبجهود أعضائها وبالتعاون مع القوى والفعاليات الطلابية استطاعت تحقيق قفزات كبيرة في مجال الحريات والرسوم الجامعية، كما وضعت الحملة خطة عمل طموحة للعام الحالي للوصول إلى مؤتمر وطني طلابي يرتقي بجامعاتنا ويضع اللبنة الأولى نحو الاتحاد العام لطلبة الأردن.
ولا بد من توجيه تحية خاصة إلى أعضاء الحملة من القطاع الطلابي الذين يجازفون بمستقبلهم الأكاديمي ويتعرضون لضغوط مباشرة وغير مباشرة، إلا أنهم يصرون على الوصول إلى واقع أفضل لجامعاتنا وطلبتنا.
وفي هذه الذكرى الخاصة في تاريخ الحملة والتي جاءت تزامنا مع الربيع العربي والحراك الشبابي والشعبي في الاردن, نجدد العهد والوعد وان نمضي قدما من اجل تحقيق الاهداف التي وجدنا من اجلها متجاوزين كل الصعوبات ونضع ايدينا مع كل من يطمح للإرتقاء نحو بيئة طلابية تعليمية تهدف لخدمة هذا الوطن.
الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”