الغذاء والدواء والجواز الأحمر

الماء و الهواء و الغذاء و الدواء كلها من متطلبات الحياة , يوم كانت الناس تعيش بالفطرة , و لكن مع تقدم الأزمان , و عصرنة العصرنة , اكتشف العلماء , بعد دراسات مستفيضة مخبرية و مجهرية , و بعد الصعود الى الفضاء و الهبوط منه , أن الجواز الأحمر متطلب أساسي , ضروري و ليس كمالي , لاستكمال الدورة الحياتية , و لكن لعنصر معين من البشر و ليس لجميعهم , فهو للنخبة من أحباء الله , الذين اختارهم لرعاية شؤون الامة و الدفاع عنها , و هم الذين يؤثرون على أنفسهم و لو كانت بهم خصاصة .
كان الاقتراح الأمثل , في موضوع الجواز الأحمر أن يكون (لكل الشعب ) قاطبة دون استثناء , رفيعهم و من هو أدنى , و لكن الشعب الأردني الطيب , الذي عرف عنه النخوة و الشهامة آثر على نفسه هذا , و أراد أن يخص به من اختارهم , بنزاهة و عدالة و شفافية !! , ليتمكنوا من الدفاع عن حقوقه بالمحافل الدولية , بكل قوة و أن يسمع كلامهم و يصغى اليهم , فاللون الأحمر ليس بجديد , فالبساط الأحمر يفرش طريقا للسادة و الذوات , تميزا و تكريما و ربما تعظيما , و الجواز الأحمر يلوح به بالممرات المطارية, لينطق نيابة عن حامله , حين لايجيد اللغات الأجنبية , ليقول فيتو, فأنا صاحب الأولوية , و ما على عباد الله إلا الإصطفاف جانبا و الإنحناء لذاك الجهبذ من مخلوقات الله المفضلة.
علني أقدم معلومات مجانية عن الجواز الأحمر لمن لا يعلم , و تحديدا بعد الربيع العربي , فالجواز الأحمر يعالج ضعف الإقتصاد , و يسدد المديونية , ويحمي موازنة الدولة من العجز , و يعدل بنود الدستور بأريحية ويأتي بقوانين حزبية و نيابية عصرية.
منطقيا لا يستطيع الإنسان أداء و اجباته , إذا قصر في إمداد الجسد بمسببات شحن الطاقة , و التي لابد ان تخبو بالتدرج , لذا لابد من إيجاد (شاحن ) للحفاظ على تخزين الطاقة , ولا يقدر على هذا الشحن إلا الجواز الأحمر , الذي يمد الجسد و العقل بالنشاط الدائم , حفظا على سلامة القرار , و تجنبا للمثل القائل ( لا قرار صائب من عقل مرهق ) .
أردت أن أقول , ان أبطال معارك باب الواد و اللطرون و الكرامة , اليرموك و القادسية و عين جالوت , الصحابة و جند الفتح الاسلامي , يوسف العظمة وابراهيم هنانو , حابس المجالي و عبد القادر الحسيني , وكل الشهداء في معارك البر و البحر و الجو , لم يحملوا الجواز الأحمر , فقد خلدتهم و طنيتهم خلود الدهر , هؤلاء هم العظماء , الذين لم يدوروا في حلقة مفرغة حول أنفسهم , بحثا عن نفع لذاتهم , لم يبحثوا عن إمتيازات باستغلال مناصبهم , أليس إستغلال الوظيفة من الفساد !!! .
رحم الله الحسين ابن طلال و امد الله بعمر مليكنا عبدالله الثاني ابن الحسين , و حفظ الله الاردن و حصنه من كل مكروه , و حمى الله الشعب الاردني , من كل مزاود و متاجر باسمه و مستغل لطيبته و تسامحه. - الدستور -