متى تنتهي ومتى تبدأ حريتي!
المدينة نيوز - د. نايل الربطة - : جدير بي أن اتساءل أولاً عن نهاية الحرية قبل أن أعرف بدايتها، ذلك أنه ليس من العدل أن أتساءل عن حقوقي و أنا ما عرفت واجباتي بعد ، ولا حتى قمت بها ، من هنا يعتريني الخجل و الحياء و أشعر أني تماديت بالمطالبة بغير وجه حق و يدفعني هذا إلى مساءلة نفسي عن مصطلحات شاعت في زماننا على الرغم من وجودها منذ الازل، مثل الحرية، والديمقراطية ... هذه المصطلحات لها معانيها وتعريفاتها المحددة ولا يمكن أن نفهمها على الإطلاق، فهي تعني أنني لا استطيع فعل كل شيء وقول كل شيء، حتى لو كان هذا الفعل أو القول يؤذي الاخرين ويجرحهم أو يسيء إليهم.
الخيّر منا من يطالب بالاصلاح، ومن يعارضه فهو المخرِّب الذي يسعى إلى الهدم لا البناء ولا الاعمار، وأول من طالب بالإصلاح هو جلالة سيدنا قائد الوطن ورمزه وعنوانه... ولا نجانب الحقيقة إذا قلنا بأن الهاشميين منذ فجر التاريخ دعاة بناء و إصلاح ... فلقد كانوا في صدر الاسلام وحتى في زمن الجاهلية سادة، ورثوا السيادة كابرا عن كابر... وتوالت السنون والاعوام الى ان وصلنا الى هذا الزمان لنرى أن من يقود السفينة بنا هم الهاشميون وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني المحدِّث ابن الحسين الباني ، سبط رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، فيه ترتفع هاماتنا كلما رأيناه بيننا وجها لوجه أو على شاشات التلفاز في المحافل الدولية داعيا للسلام والوئام مناديا بالاصلاح والعدل مبتعدا عن الجور والظلم مطلقا للحريات ومتسامحا مع الكثيرين...
... أما أن تصل الأمور بنا إلى درجة التطاول على رمز النظام وعنوانه بدعوى ان من حقنا الاحتجاج والمطالبة بالاصلاح فما هكذا تورد الابل ؟ أم اننا أسأنا الفهم لمعنى الديمقراطية؟ فهل الديمقراطية تعني شتم الاخرين وقدحهم؟ أهذه هي الديمقراطية التي ننادي بها؟ وهل هذا هو معنى الحرية الذي فهمناه ؟ وهل هذا هو الربيع العربي الذي نسعى من خلاله إلى الوصول بأنساننا ووطننا إلى بر الأمان؟ أم انها اجندة خارجية يسعى الاخرون إلى تنفيذها من خلال هذا الوطن لغايات تخدمهم وتخدم مصالحهم، ينفذونها من خلالنا وعلى أكتافنا وهم يمدحوننا ونحن لو أن لنا أجنحة لطرنا من فرط مديحهم ... وفي النهاية نكتشف أننا كنا جهلة جعلونا مطية يمتطونها وقاربا يركبوه إلى أن يوصلهم إلى ما يريدون.... بعدها يركلوننا باقدامهم وقتها يكون الاوان قد فات...
أيها المتظاهرون و المحتجون على الخراب والدمار...أيها الداعون إلى الإصلاح والبناء والإعمار... أنتم بذرة الخير في وطننا، احذروا من أن يمتطي سفينتكم من يوصلها إلى حيث لا ترغبون ولا تنوون، اخرجوا من بينكم من يسيء إليكم بخطابه ويتطاول على رمز البلد........
نحن وإن اختلفنا... فإننا نلتقي على الهاشميين... نحن وإن تفرقنا فاننا نجتمع على حب الاردن... الاردن وطننا ولا نرضى بغير الاردن وطنا.... الاردن روحنا وشرفنا وعنه ندافع بارواحنا، ودماؤنا رخيصة في سبيله، والملك هو رمزنا وربان سفينتنا .