من الطفيلة إلى الدوار الرابع.. أزمة متدحرجة

تم نشره الإثنين 02nd نيسان / أبريل 2012 12:40 مساءً
من الطفيلة إلى الدوار الرابع.. أزمة متدحرجة
فهد الخيطان

واهم من كان يعتقد أن بالإمكان احتواء ردود الفعل على اعتقال نشطاء حراك الطفيلة، وبأن القبضة الأمنية ستردع المتضامنين معهم.

الأزمات الكبرى تبدأ على هذا النحو ولا تنتهي.بتعريف آخر، هي أزمة متدحرجة؛ بدأت باعتصامات في الطفيلة تطالب بالإفراج عن الموقوفين الستة، ثم تقدمت خطوة إلى سجن الجويدة حيث "يقيم" الموقوفون من أبناء المدينة، وهناك بلغت الشعارات سقفا عاليا تجلى في "دبكة الفساد".

 لكن المسؤولين ظلوا على تعنتهم، ورفضوا الإفراج عن الموقوفين، مع أنهم وافقوا من قبل على تكفيل أشخاص وجهت إليهم نفس التهم. ومنذ أيام، أعلن نشطاء حراك الطفيلة وحركات أخرى أنهم بصدد الاعتصام أمام رئاسة الوزراء يوم السبت، وكان ما كان.

مشاهد مؤسفة لشبان يجري سحلهم في الشوارع، والاعتداء عليهم بالضرب قبل اعتقالهم، ومطاردات امتدت إلى حي الطفايلة في العاصمة ومناطق أخرى.

لقد ارتكب المعتصمون أخطاء فادحة عندما رفعوا شعارات لا علاقة لها بقضية المعتقلين، وتجاوزوا سقف مطالب الحراك الشعبي بشعارات ترفضها الأغلبية الساحقة من الأردنيين، ويعرف مطلقوها أنها ستودي بالبلاد إلى التهلكة.

لكن، من يقنعنا بأن المسؤولين في الدولة لم يكونوا على علم مسبق بسقف شعارات الطفيلة.

 لقد سمعوها من قبل في اعتصامات شهدتها المدينة، واعتصام "الجويدة"، فما الذي يمنع تكرارها على "الدوار الرابع"؟ لا شيء سوى حكمة الساسة التي افتقدناها في هذه الأزمة.

هناك إصرار عجيب من بعض المسؤولين على كسر إرادة الحراك ودفعه إلى الدخول في مواجهة مع الدولة لتبرير سياسة القبضة الأمنية، وكأن هذا النهج يخدم أهداف الإصلاح المنشود.

وفي أوساط الحراك الشعبي من هو مستعد، عن جهل وسوء تقدير، لمجاراة التصعيد والدفع باتجاه تأزيم العلاقة مع الدولة، بدون إدراك للعواقب المترتبة على ذلك.إنها سياسة عمياء تقود البلاد إلى الصدام، وتقوض جهود المخلصين الرامية إلى وضع المملكة على سكة الإصلاح والتغيير السلمي.

كان توقيف نشطاء الطفيلة خطأ قاتلا، جر سلسلة من الأخطاء في ظل مواقف رسمية متعنة لا تلحظ المتغيرات الهائلة في المحيط العربي وفي الشارع الأردني.الإفراج عن النشطاء الستة ربما لا يكفي اليوم للقول بأن الأزمة انتهت، فقد دوّنا في السجل أزمة جديدة اسمها "الدوار الرابع"، لتضاف إلى سلسلة من الإخفاقات المماثلة في مسيرة الإصلاح. (الغد)         



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات