مسيرات مليونية إلى القدس
تم نشره الثلاثاء 10 نيسان / أبريل 2012 09:12 مساءً
هيثم المومني
﴿سُبحان الذي أسرى بِعَبدِهِ ليلاً من المَسجِد الحَرام إلى المَسجِد الأقصى الذي باركنا حوله﴾. القدس الإشعاع الروحي للمسلمين والمسيحيين, القدس بوابة الأرض إلى السماء, القدس الأرض التي بارك الله حولها, القدس مهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم الأولى وثالث الحرمين الشريفين, القدس التي ترزح وتئن الآن تحت وطأة الاحتلال الصهيوني ومحاولات اليهود المتكررة العبث في الأقصى وأساساته وتهويد القدس والاستيلاء على بيوت المقدسيين عنوةً.. القدس اليوم تصرخ وتنادي ضمائر المسلمين وامحرراه.. وتحرير القدس فرض عين على كل مسلم, ولكن للأسف حالنا كمسلمين اليوم اننا نقف في صفوف المتفرجين وليس في خطوط الهجوم.. ان الشعب الفلسطيني امتلك إرادة التحدي والصمود للحفاظ على هويته وما استطاع من أرضه في ظل كيان غاصب يستخدم أقصى درجات القوه, لذلك لزاماً على الشعوب العربية مقابلة هذه الإرادة للشعب الفلسطيني بمبادرات وفعاليات تزيد شحنة التحدي عند الشعب الصامد في الداخل..
وفي ظل هذا العجز المقيت من الأنظمة العربية النابع من الفرقة والتبعية للغرب تجاه فلسطين والقدس.. هذه الأنظمة النائمة في سبات عميق.. واللابسة لأقنعة الزيف وستار الجبن والتخاذل.. فقد أصبح من الضرورة أن يكون هناك مسيرات شعبية مليونية منتظمة في مطلع أو نهاية كل شهر تتحرك من جميع الدول العربية باتجاه الحدود العربية مع فلسطين, مسيرات عربية تؤكّد أن الوجدان العربي والضمير والفكر لا يعترف بالحدود الجغرافية وجواز السفر, مسيرات تؤكد بان الشعوب العربية والإسلامية ستخرج عن صمتها في سبيل تحرير أراضيها المحتلة ومقدساتها وان قوة الإرادة هي أقوى من السلاح في تحقيق المصير.. فمساندة ودعم القدس ضرورة ملحة خاصة ان المدينة تتعرض حاليا لأقسى الانتهاكات والتهويد, على أن تكون هذه المسيرات منظمة, وبمشاركة فعالة من منظمات دولية رسمية وشعبية تتحمل مسؤولية حماية هذه المسيرات المليونية التي يجب أن تحمل شعار تحرير الأقصى, كما حدث الجمعة الماضية عندما توافد عشرات الآلاف من أبناء الوطن ووفود وممثلين عن 80 دولة بمسيرة القدس العالمية.. حيث احتشدوا على الحدود الأردنية الفلسطينية في منطقة الكفرين شمال منطقة المغطس.
كذلك يجب على الحكومات في الدول العربية المجاورة لإسرائيل أن تسمح لهذه المسيرات المليونية بالوصول إلى الحدود الفلسطينية, وأن يكون هناك تنسيق بين الحكومات العربية والملايين التي ستشترك في المسيرات, وكذلك يجب على الحكومات التنسيق مع منظمي هذه المسيرات على المكان الذي ستبدأ به هكذا مسيرات, والمسار الذي ستسلكه, ونقطة التماس الحدودية التي ستنتهي عندها, على أن لا تتجاوز هذه المسيرات الحدود الفلسطينية لكي لا تصطدم بالجيش الإسرائيلي. ويجب على منظمي المسيرات ان يقوموا بدعوة وكالات الأنباء ومحطات التلفزيون للتوجّه مع المسيرات إلى الحدود الفلسطينية.
ان هذه المسيرات هي خطوة في الاتجاه الصحيح مع انها تأتي متأخرة جداً، فهكذا مسيرات كان يُفترض أن تتكرر منذ اليوم الأول لاغتصاب فلسطين الحبيبة, حتى تبقى فلسطين حاضرة في ذهن شعوب العالم, وتكون القدس محط أنظار الجميع, فالقضية الفلسطينية أثبتت انها لن تُحل بالسلام, لذلك لا بد من وقفة عربية شعبية جادة لتنظيم هذه المسيرات المليونية التي ستنادي بتحرير القدس, والكيان الصهيوني لن يستطيع الوقوف في وجه الجماهير الإسلامية الكبيرة الزاحفة إلى القدس, فهذه الجماهير تجعله خائفاً ومرعوباً, واليهود بطبيعتهم شعب جبان مصداقاً لقوله تعالى ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ وقد رأينا ذلك عندما توجه الآلاف من الشعوب العربية في يوم النكبة 15/5/2010 إلى الحدود مع فلسطين, وكيف أصاب الكيان الصهيوني الذعر, وعرف حينها الكيان الصهيوني ان الشعوب العربية ما زالت على قيد الحياة, رغم ان حكوماتهم منقادة للسياسات الخارجية وللديون الأجنبية والمعونة الخارجية.
ويجب ان يرافق هذه المسيرات الدعم المادي والمعنوي للمقاومة المسلحة في فلسطين وإعادة الاعتبار لها, بعد المدة الطويلة التي خُدرت فيها الشعوب بالمفاوضات العبثية التي أضاعت كل الحقوق... ولم تحقق أية مكاسب تذكر للشعب الفلسطيني, بل كل ما تحقق على أرض الواقع هو المصلحة الصهيونية بحكم القوة اللغة الوحيدة التي يتعاملون بها مع الفلسطينيين والعرب... لا بديل عن المقاومة ودعمها بكل الوسائل والطرق ويكون ذلك بتزامن مع حملة إعلامية تعيد الهيبة للقضية الفلسطينية كقضية عربية إسلامية مصيرية, فما من أزمة نعيشها في الوقت الحاضر إلا وتعود جذورها إلى أصل تلك القضية الأساسية القضية الفلسطينية.
وقبل القيام بهكذا مسيرات أيضاً يجب على الدول التي وقعت معاهدات سلام مع الكيان الصهيوني أن تقوم بطرد سفراء إسرائيل من عواصمها كأقل رد فعل على ما تمارسه سلطات الاحتلال في فلسطين والقدس الشريف, ويجب كذلك تفعيل المقاطعة العربية للكيان الصهيوني وكل دولة أو شركة تُسانده وتدعمه بأي شكلٍ من الأشكال إقتصادياً أو عسكرياً أو علمياً أو إعلامياً أو سياسياً. ويمكن كذلك قبل القيام بهذه المسيرات تهيئة الرأي العام العربي والإسلامي والدولي وذلك من خلال تنظيم مسيرات سلمية ومنظمة وحضارية إلى السفارات الأمريكية في كل بلد على حدة وفي زمن واحد, ففي ذلك توجيه رسالة واضحة لأمريكا بأننا لسنا راضين عن ما يحصل في فلسطين والقدس, فأمريكا مثلها مثل إسرائيل لأنها هي من ترعى وتدعم إسرائيل وما إسرائيل إلا قاعدة متقدمة لأمريكا, وأمريكا وإسرائيل اليوم تعملان على التركيز على لفت أنظار العالم إلى إيران وبالتالي إبقاء القضية الفلسطينية خارج اهتمام الأجندة الدولية. وكذلك يجب أن يرافق هذه المسيرات عقد الندوات والمؤتمرات والتواصل الالكتروني مع الغرب للتعريف بالقضية، وعلى المستوى الإعلامي بالمقالات واللقاءات الفضائية والمسابقات الثقافية، أي أن تبقى قضية فلسطين هي القضية الأهم عالمياً.
إن قوة الاحتلال وحجم سيطرته على الأمور في فلسطين عامة وفي القدس خاصة نابع من الأداء العربي والإسلامي الفاتر تجاه مدينة القدس والقضية الفلسطينية برمتها، والاحتلال الصهيوني يجد في هذا الفتور الفرص الممنوحة ليمارس كل موبقاته بحق فلسطين والقدس. وما يشجع هذه الممارسات الصهيونية الوحشية هو ضعف الأداء السياسي الفلسطيني نفسه وخاصة الانقسام الفلسطيني بين حماس وفتح والذي لا يخدم أحد سوى دولة الاحتلال الصهيوني.
إن الثورات العربية التي حصلت في عدد من الدول العربية دفعت بالعالم العربي إلى تحولات دقيقة وحاسمة سوف تؤدي في الغالب إلى بلورة صورة صحيحة للديمقراطية -تغاير الصورة المتوهمة لديمقراطية الغرب في أذهان الكثيرين- ديمقراطية مستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي السمحة، والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أي مدى سيظل الغرب الأوروبي متقوقعاً على آلياته الذاتية نابذا رؤى الشرق وثقافته وشخصيته الاعتبارية الحاضرة في الكثير من قضايا العالم؟ والسؤال الثاني: إلى أي مدى سوف تتحرر قضايا العالم العربي المصيرية ومنها القضية الفلسطينية من اعتبارات السياسة الدولية القائمة على حفنة من الدولارات والشخصيات؟
يجب على كل عربي غيور على كل ذرة تراب من فلسطين من هذا الجيل العمل على تحرير القدس اليوم وليس غداً لأنه من العار علينا أن تُغتصب فلسطين والقدس ونقف متفرجين, ونحن مقصرون كل التقصير تجاه فلسطين أنظمة وحكومات وشعوبا، وسنسأل عن هذا التقصير بين يدي الله يوم القيامة, وكذلك فإن الأجيال القادمة لن تسامحنا كما إننا لم نسامح الجيل الذي قبلنا لأنه ضيع فلسطين, وكذلك القدس لن تسامحنا (ونحن في زمن "الثورات " و "الربيع العربي ") إذا تركناها لليهود الصهاينة ليهدموا المسجد الأقصى –لا قدر الله- وبينوا هيكلهم المزعوم, فالصهاينة يغتنمون فرصة انشغالنا بالثورات العربية عن قضيتنا الأساسية فلسطين, إن هذا الجيل إذا تسلح بالإيمان قادر بإذن الله على فعل المعجزات.. هذا الجيل الذي قلب أنظمة الحكم المستبدة في بلاده في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا على الطريق إن شاء الله.. وإذا كان مع الصهاينة وأمريكا السلاح والدعم العالمي, فنحن معنا الله الذي خلق السلاح وأمريكا والعالم. وما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.. وكلنا فداء لفلسطين الحبيبة, وان شاء الله سيأتي اليوم الذي يعبر فيه هذا الجيل إلى ارض فلسطين المقدسة فاتحين وهو قريب.
وفي ظل هذا العجز المقيت من الأنظمة العربية النابع من الفرقة والتبعية للغرب تجاه فلسطين والقدس.. هذه الأنظمة النائمة في سبات عميق.. واللابسة لأقنعة الزيف وستار الجبن والتخاذل.. فقد أصبح من الضرورة أن يكون هناك مسيرات شعبية مليونية منتظمة في مطلع أو نهاية كل شهر تتحرك من جميع الدول العربية باتجاه الحدود العربية مع فلسطين, مسيرات عربية تؤكّد أن الوجدان العربي والضمير والفكر لا يعترف بالحدود الجغرافية وجواز السفر, مسيرات تؤكد بان الشعوب العربية والإسلامية ستخرج عن صمتها في سبيل تحرير أراضيها المحتلة ومقدساتها وان قوة الإرادة هي أقوى من السلاح في تحقيق المصير.. فمساندة ودعم القدس ضرورة ملحة خاصة ان المدينة تتعرض حاليا لأقسى الانتهاكات والتهويد, على أن تكون هذه المسيرات منظمة, وبمشاركة فعالة من منظمات دولية رسمية وشعبية تتحمل مسؤولية حماية هذه المسيرات المليونية التي يجب أن تحمل شعار تحرير الأقصى, كما حدث الجمعة الماضية عندما توافد عشرات الآلاف من أبناء الوطن ووفود وممثلين عن 80 دولة بمسيرة القدس العالمية.. حيث احتشدوا على الحدود الأردنية الفلسطينية في منطقة الكفرين شمال منطقة المغطس.
كذلك يجب على الحكومات في الدول العربية المجاورة لإسرائيل أن تسمح لهذه المسيرات المليونية بالوصول إلى الحدود الفلسطينية, وأن يكون هناك تنسيق بين الحكومات العربية والملايين التي ستشترك في المسيرات, وكذلك يجب على الحكومات التنسيق مع منظمي هذه المسيرات على المكان الذي ستبدأ به هكذا مسيرات, والمسار الذي ستسلكه, ونقطة التماس الحدودية التي ستنتهي عندها, على أن لا تتجاوز هذه المسيرات الحدود الفلسطينية لكي لا تصطدم بالجيش الإسرائيلي. ويجب على منظمي المسيرات ان يقوموا بدعوة وكالات الأنباء ومحطات التلفزيون للتوجّه مع المسيرات إلى الحدود الفلسطينية.
ان هذه المسيرات هي خطوة في الاتجاه الصحيح مع انها تأتي متأخرة جداً، فهكذا مسيرات كان يُفترض أن تتكرر منذ اليوم الأول لاغتصاب فلسطين الحبيبة, حتى تبقى فلسطين حاضرة في ذهن شعوب العالم, وتكون القدس محط أنظار الجميع, فالقضية الفلسطينية أثبتت انها لن تُحل بالسلام, لذلك لا بد من وقفة عربية شعبية جادة لتنظيم هذه المسيرات المليونية التي ستنادي بتحرير القدس, والكيان الصهيوني لن يستطيع الوقوف في وجه الجماهير الإسلامية الكبيرة الزاحفة إلى القدس, فهذه الجماهير تجعله خائفاً ومرعوباً, واليهود بطبيعتهم شعب جبان مصداقاً لقوله تعالى ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ وقد رأينا ذلك عندما توجه الآلاف من الشعوب العربية في يوم النكبة 15/5/2010 إلى الحدود مع فلسطين, وكيف أصاب الكيان الصهيوني الذعر, وعرف حينها الكيان الصهيوني ان الشعوب العربية ما زالت على قيد الحياة, رغم ان حكوماتهم منقادة للسياسات الخارجية وللديون الأجنبية والمعونة الخارجية.
ويجب ان يرافق هذه المسيرات الدعم المادي والمعنوي للمقاومة المسلحة في فلسطين وإعادة الاعتبار لها, بعد المدة الطويلة التي خُدرت فيها الشعوب بالمفاوضات العبثية التي أضاعت كل الحقوق... ولم تحقق أية مكاسب تذكر للشعب الفلسطيني, بل كل ما تحقق على أرض الواقع هو المصلحة الصهيونية بحكم القوة اللغة الوحيدة التي يتعاملون بها مع الفلسطينيين والعرب... لا بديل عن المقاومة ودعمها بكل الوسائل والطرق ويكون ذلك بتزامن مع حملة إعلامية تعيد الهيبة للقضية الفلسطينية كقضية عربية إسلامية مصيرية, فما من أزمة نعيشها في الوقت الحاضر إلا وتعود جذورها إلى أصل تلك القضية الأساسية القضية الفلسطينية.
وقبل القيام بهكذا مسيرات أيضاً يجب على الدول التي وقعت معاهدات سلام مع الكيان الصهيوني أن تقوم بطرد سفراء إسرائيل من عواصمها كأقل رد فعل على ما تمارسه سلطات الاحتلال في فلسطين والقدس الشريف, ويجب كذلك تفعيل المقاطعة العربية للكيان الصهيوني وكل دولة أو شركة تُسانده وتدعمه بأي شكلٍ من الأشكال إقتصادياً أو عسكرياً أو علمياً أو إعلامياً أو سياسياً. ويمكن كذلك قبل القيام بهذه المسيرات تهيئة الرأي العام العربي والإسلامي والدولي وذلك من خلال تنظيم مسيرات سلمية ومنظمة وحضارية إلى السفارات الأمريكية في كل بلد على حدة وفي زمن واحد, ففي ذلك توجيه رسالة واضحة لأمريكا بأننا لسنا راضين عن ما يحصل في فلسطين والقدس, فأمريكا مثلها مثل إسرائيل لأنها هي من ترعى وتدعم إسرائيل وما إسرائيل إلا قاعدة متقدمة لأمريكا, وأمريكا وإسرائيل اليوم تعملان على التركيز على لفت أنظار العالم إلى إيران وبالتالي إبقاء القضية الفلسطينية خارج اهتمام الأجندة الدولية. وكذلك يجب أن يرافق هذه المسيرات عقد الندوات والمؤتمرات والتواصل الالكتروني مع الغرب للتعريف بالقضية، وعلى المستوى الإعلامي بالمقالات واللقاءات الفضائية والمسابقات الثقافية، أي أن تبقى قضية فلسطين هي القضية الأهم عالمياً.
إن قوة الاحتلال وحجم سيطرته على الأمور في فلسطين عامة وفي القدس خاصة نابع من الأداء العربي والإسلامي الفاتر تجاه مدينة القدس والقضية الفلسطينية برمتها، والاحتلال الصهيوني يجد في هذا الفتور الفرص الممنوحة ليمارس كل موبقاته بحق فلسطين والقدس. وما يشجع هذه الممارسات الصهيونية الوحشية هو ضعف الأداء السياسي الفلسطيني نفسه وخاصة الانقسام الفلسطيني بين حماس وفتح والذي لا يخدم أحد سوى دولة الاحتلال الصهيوني.
إن الثورات العربية التي حصلت في عدد من الدول العربية دفعت بالعالم العربي إلى تحولات دقيقة وحاسمة سوف تؤدي في الغالب إلى بلورة صورة صحيحة للديمقراطية -تغاير الصورة المتوهمة لديمقراطية الغرب في أذهان الكثيرين- ديمقراطية مستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي السمحة، والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أي مدى سيظل الغرب الأوروبي متقوقعاً على آلياته الذاتية نابذا رؤى الشرق وثقافته وشخصيته الاعتبارية الحاضرة في الكثير من قضايا العالم؟ والسؤال الثاني: إلى أي مدى سوف تتحرر قضايا العالم العربي المصيرية ومنها القضية الفلسطينية من اعتبارات السياسة الدولية القائمة على حفنة من الدولارات والشخصيات؟
يجب على كل عربي غيور على كل ذرة تراب من فلسطين من هذا الجيل العمل على تحرير القدس اليوم وليس غداً لأنه من العار علينا أن تُغتصب فلسطين والقدس ونقف متفرجين, ونحن مقصرون كل التقصير تجاه فلسطين أنظمة وحكومات وشعوبا، وسنسأل عن هذا التقصير بين يدي الله يوم القيامة, وكذلك فإن الأجيال القادمة لن تسامحنا كما إننا لم نسامح الجيل الذي قبلنا لأنه ضيع فلسطين, وكذلك القدس لن تسامحنا (ونحن في زمن "الثورات " و "الربيع العربي ") إذا تركناها لليهود الصهاينة ليهدموا المسجد الأقصى –لا قدر الله- وبينوا هيكلهم المزعوم, فالصهاينة يغتنمون فرصة انشغالنا بالثورات العربية عن قضيتنا الأساسية فلسطين, إن هذا الجيل إذا تسلح بالإيمان قادر بإذن الله على فعل المعجزات.. هذا الجيل الذي قلب أنظمة الحكم المستبدة في بلاده في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا على الطريق إن شاء الله.. وإذا كان مع الصهاينة وأمريكا السلاح والدعم العالمي, فنحن معنا الله الذي خلق السلاح وأمريكا والعالم. وما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.. وكلنا فداء لفلسطين الحبيبة, وان شاء الله سيأتي اليوم الذي يعبر فيه هذا الجيل إلى ارض فلسطين المقدسة فاتحين وهو قريب.