علي شعبان

حتى قبل أن تُعلن قناة “الجديد” أنّ رصاصات الجيش السوري هي التي قتلت الزميل المصوّر علي شعبان، اعترفت وكالة “سانا” السورية بالأمر، ولم تُنكر أيضاً أنّ سيارة الصحافة التي أقلّت الشهيد وزملاءه كانت على الطرف اللبناني من الحدود، ولكنّها إدّعت أنّها كانت تردّ على نيران عصابات مسلحة.
رواية الصحافيين أنفسهم تُكذّب رواية “سانا”، ونحن نصدّقهم، فهم الموجودون، وهم المشهود لهم بنزاهتهم، وتضحيتهم من أجل المهنة، وهم الذين قالوا إنّ الهدف الواضح كان قتلهم ، فقد تواصل إطلاق النار عليهم بشراسة، ولهذا السبب لم تستطع قوّة للجيش اللبناني الوصول إليهم قبل ثلاث ساعات.
مقتل علي خسارة للصحافة، ومأساة وطنية، فالرصاص الذي قتله عربي، مع أنّه خاض تصوير حرب تموز الإسرائيلية على حزب الله، والمفارقة أنّ علي من الطائفة الشيعية التي يمثّلها حزب الله، وحزب الله هو المؤيد الأوّل والأكبر للنظام السوري الذي قتل علي برصاصات باردة.
أقلّ ما كان للحكومة السورية أن تفعله هو أن تعتذر للبنان وللصحافة، لا أن تُبرّر القتل، ويبقى أنّ ضريبة المهنة لم تعد مجرّد التعب والمتاعب في عالم العرب، بل صارت الموت المُحقّق لأنّ الحقيقة ممنوعة من الظهور.( الدستور )