الانتاج السمكي بين الصيد وتربية المزارع

تزايد الانتاج السمكي الاردني من مزارع تربية الاسماك على نحو ملموس خلال السنوات الاخيرة, مما يؤكد ان القدرة الانتاجية الوطنية من هذه المأكولات المهمة في سياق السلسلة الغذائية قابلة للتطور والزيادة, اذا ما وجدت عناية خاصة وتشجيعا من قبل الحكومة ومراكز الابحاث المتخصصة في هذا الشأن, خاصة مع التراجع المتسارع للصيد البحري من شواطئ العقبة وعدم توفر البدائل البحرية الملائمة ما دام البحر الميت كما هو معروف غير صالح للحياة بشتى مجالاتها.

يظهر اخر تقرير صادر عن دائرة الاحصاءات العامة تم اعلانه قبل ايام حول انتاج الاسماك في الاردن عن طريق مزارع تربية السمك والصيد البحري والذي تم استخلاصه من المسح الذي تم اجراؤه عن العام الماضي الى بلوغ كمية الاسماك المنتجة محليا الى سبعمئة وثلاثة اطنان مما شكل ارتفاعا نسبته 14.8% عن العام الذي سبقه 2010م, في الوقت الذي انخفضت فيه كمية السمك الناتجة عن الصيد البحري بما نسبته عشرة بالمئة حيث تراجعت الكمية من 130 طنا الى 117 طنا خلال العامين الاخيرين.

يستورد الاردن ما قيمته عشرات الملايين من الدنانير سنويا من الاسماك الطازجة من مصادر عربية مشهورة بهذه الثروة الغذائية, نظرا لامتداد شواطئها على مسافات واسعة على البحر الاحمر تحديدا وقربها من الاردن مثل اليمن وسلطنة عمان وغيرهما, في الوقت ذاته الذي تصل فيه الى الاسواق المحلية كميات هائلة من الاسماك المجمدة المستوردة من مختلف مناطق العالم المعروفة بانتاجها الكبير من مختلف انواع الاسماك, ويقبل المواطنون عليها عادة لاهتمامهم بتنويع موائدهم بهذا الصنف الغذائي المفيد للصحة العامة مع توفرها وتدني اسعارها اجمالا.

لذلك من الاهمية بمكان تعويض نسبة معقولة من الاحتياجات الاستهلاكية من الماكولات السمكية عن طريق تنمية الانتاج المحلي وزيادة كميات الصيد البحري, ما دامت زراعة الاسماك في برك التربية تحقق نجاحات كبيرة عاما بعد اخر رغم انها انحصرت في نوعين فقط هما "الكارب" الذي تشكل الكميات الناتجة عنه ما نسبته 69% في حين ان النوع الاخر وهو سمك "المشط" يحتل ما نسبته 31%, وهذا يعني ضرورة البحث عن انواع اخرى صالحة للتربية في البيئة المائية الاردنية مع التوسع فيما هو قائم حاليا من تربية سمكية لزيادة انتاجها على نحو كبير.

اما بالنسبة لتراجع كميات الصيد من شواطئ العقبة والتي تشمل اثنين وعشرين نوعا منها اسماك التونا والفرس التي تحتل ما نسبته 63% و12% على التوالي, فيما شكل سمك السردين والقرش ما نسبته 11% و4% بالترتيب ايضا, فلا بد من العمل على تكثيف الجهود الاردنية مع دول الجوار البحري وعلى نحو خاص لدى دولتي المملكة العربية السعودية ومصر العربية الشقيقتين لتوسيع مدى المياه الاقليمية الاردنية مما يمكن معه زيادة الانتاج السمكي الوطني الذي تضاءل الى درجة كبيرة وادى الى بطالة بين الصيادين الاردنيين في العقبة, ولا تكاد الاسماك التي يتم صيدها تعتبر شيئا معقولا قياسا على كميات هائلة من الاسماك المستوردة التي تغرق اسواق ومطاعم ثغر الاردن .( العرب اليوم )