«جسـر عودة» لإعلامنا الرسمي

لا يعرف الكثيرون أن اغنية “جسر العودة”، التي غنتها فيروز، ولحنها الاخوان رحباني، وما زلنا نسمعها بلا أقل ملل منذ اكثر من ثلاثين عاما، هي من انتاج اردني...
وللاغنية قصة مهمة...
فوزير الاعلام الاردني المزمن، صلاح ابو زيد ، أطال الله في عمره، اتّفق في بداية العام 1968 مع الثلاثة على انجاز الاغنية، وصادف انها كانت في مرحلتها النهائية في 21/3/1968 ، يوم معركة الكرامة، ورأى صلاح ابو زيد انه من المناسب بث الاغنية في ذلك اليوم، باعتبار ان المعارك تدور حول نفس الجسر، لكن الاجواء كانت مغلقة، وكان من المستحيل وصول الشريط إلى الاذاعة الأردنية، في اليوم نفسه..
لكن أبا زيد توصل إلى حل يؤشر الى مهنية ابداعية وطنية حقيقية، فقد إتصل بالرحابنة وطلب منهم ايصال الشريط للاذاعة اللبنانية، واتصل بمدير هذه المحطة وطلب منه بث الاغنية فورا لتلتقطها الاذاعة الاردنية، وتسجلها، وتعيد بثها طوال ذلك اليوم..
وما زلنا نسمعها حتى اليوم، في المناسبات الوطنية، لسبب روعتها واصالتها..
ونسرد هذه القصة، التي ترمز الى دور الاردن الاعلامي الوطني، لنبرز الفارق بين ما كنا عليه، وما نحن عليه الآن، فقد كشفت السنوات مدى الهشاشة التي صار يعيشها اعلامنا، ومدى ضيق الافق الذي تمتع به المسؤولون عنه، ومدى محدودية المهنية التي باتت تعاني منها الكوادر لسبب التعود على الكسل واللاعمل، وإذا كنا استمعنا إلى مسؤولين كبار يعيدون هذا الوضع الى محدودية الموارد المالية، فان الامر لا يعدو كونه تبريراً مكشوفا للفشل..
ويبقى ان التغييرات المتتالية التي تهطل على جهازنا الاعلامي الرسمي كالمطر ينبغي ألاّ تتوقف عند تغيير الأشخاص، ولكن على العقليات ان تتغير أيضاً.