صور فلسطينية

تثير صورة بانورامية التقطت لمخيم البقعة بـ”الأسود والأبيض” العام 1967 فينا الكثير الكثير من الحزن والأسى، فالخيام البيضاء التي استغرقت المكان ليست الحيز المناسب لسكن إنسان.
هذه الصورة، المنشورة في كتاب لوكالة “أونروا”، لم تكن تمثل سوى مكان واحد، من عشرات تتناثر حول المدن الأردنية والفلسطينية والسورية واللبنانية، وتلخص المأساة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني منذ أكثر من ستين عاماً.
وقد تعطي صورة بانورامية حديثة للمكان نفسه شكلاً آخر، ففي المخيم بنايات وشوارع ودكاكين، وحركة دائبة، فقد أصبح أشبه ما يكون بالمدينة الصغيرة، لكن الصورة من الداخل ما زالت تعطي نفس الروح، وما زال الأحفاد، حيث الجيل الثالث يتطلع الى الهدف نفسه: العودة الى الوطن، مهما باعدت المسافة، ومهما طالت الأزمان...
فمفاتيح البيوت العتيقة، التي تركت على عجل ما زالت موجودة، وكواشين الأراضي والعقارات تورّث كما يورث الحلم، ولا يحفل أحد هناك بما يأتي في الأخبار يومياً، فالوطن لا يستبدل، والحق لا يضيع ما دام وراءه مطالب.
لاجئون، نازحون، سكّان عبدون، أو بيروت، أو دمشق، أو مونتريال، أو فلوريدا، أو سيدني، أو رام الله، أو بغداد، أو أيّ مكان في العالم، فلسطينيون يعرفون أنّ فلسطين هي وجهة رحلة حياتهم النهائية، ولا يؤكد على كلامنا أكثر من تلك الصور والكلمات التي تُبث يومياً على الفيس بوك، وتمتلئ حنيناً للمنزل الأول والأخير.
(الدستور)