مواطنة الملكة

تم نشره الخميس 26 نيسان / أبريل 2012 05:06 صباحاً
مواطنة الملكة
يسار محمد خصاونة

في دول العالم المتحضر تسعى جميع مؤسسات الدولة ، جنباً إلى جنب مع المؤسسات المدنية ، الخاصة، والعامة إلى توفير الخدمات الأمثل للمواطنين بجميع فئاتهم العمرية، ومواقعهم الجغرافية، ومراتبهم الاجتماعية، وبتنوع هذه الخدمات تبرز آليات متطورة تقنياً ، وفنياً تساهم في الخدمة التي تُترجم على واقع الحال بصورة استحقاق لكل فئة .
وتغيب عن مجتمعاتنا العربية كثير من الخدمات التي تُقدم إلى فئات محددة من المجتمع، وخاصة الأطفال، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة ،وتشعر هذه الفئات بأن الخدمات التي تُقدم إليها منقوصة ، وبالتالي فإن حضورها في المساهمة بخدمة مجتمعها تكون سلبية ، وعندها تتحمل الدولة بمؤسساتها الرسمية، والمدنية مسؤولية حرمان هذه الفئات من حقوقها الإنسانية، ومن تهميشها .
إن التفجر الحضاري، بعلومه وتقنياته، والكم الهائل من المعلومات التي تنتشر على صفحات المواقع الالكترونية قد وضعت الإنسان في سباق مع الزمن ليكون ابن العصر فاعلاً متفاعلاً فيه ، وهنا تبدو الصورة بالنسبة لطفلنا قاتمة،فهو بعيد عن عالم عصره ، ولا نبالغ إذا قلنا إننا نحن الكبار ما زلنا نلهث خلف ما سبقنا الآخرون إليه ، من هنا وما دمنا غير قادرين على الوصول إلى هوية العصر فلنقدم طفلنا إلى عصره ، ونساعده في ذلك علّه يصل يوماً إلى ما عجزنا نحن الوصول إليه .
إن وزارة التربية والتعليم تقدم برنامجها للطفل بقوالب تربوية، وتعليمية تجاوز العصر بعض مفاهيمها ، واستبدلها بما يليق بهوية العصر،وإذا كانت الوزارة تُقدم دورها بإمكانياتها التي نعرفها باجتهاد لم تصل معه بطفلها إلى مفهوم العصر العلمي ،فإن على المؤسسات المدنية ما على الوزارة من واجب وطني نحو الطفل ليكون في وضع يتلاءم ومتطلبات عصره .
إن تلبية جلالة الملكة لحاجات ، ورغبات الطفل الأردني ، وتحقيق أحلامه في العيش كسائر أطفال العالم ، ليُصبح أليفاً متآلفاً مع تقنيات عصره قد جعل منها أملاً عند كل طفل ، وقد استطاعت هذه المواطنة الملكة أن تُدرك بحسها الإنساني، وواجبها الرسمي ما يفتقده الطفل الأردني من وسائل تعليمية جديدة، وفضاءات علمية متطورة ، فتقدمت بمشروعها الإنساني (مدرستي) لتنتقل بالطفل إلى موقع يصبح معه أقرب معرفة بما يدور حوله .
إن جلالة الملكة رانيا العبدالله التي تُدرك واجبها الأمومي نحو كل طفل أردني، وواجبها الرسمي نحو كل أسرة أردنية ، اجتهدت في تقيم مبادرتها لمشروع ( مدرستي ) وذلك من أجل إعداد مستقبل مزهر لطفل اليوم ،وإن الرغبة الصادقة من جلالتها في تقديم ما تراه مناسباً للطفل الأردني ، قد دفع بالمبادرة من الخروج من خانة الشعارات إلى خانة العمل والتطبيق الميداني ، وقد حصدت هذه المبادرة نجاحات كثيرة بسبب الدعم الكامل، والمتابعة المستمرة من جلالتها، إضافة إلى كوادر تنظيمية ، وتعليمية ، وتربوية متخصصة في عملها .
إن مثل هذه المبادرة الناجحة يجب دراستها ، والعمل على خلق مبادرات جديدة تخدم فئات مجتمعية مازالت تنتظر المؤسسات الرسمية ، والمدنية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات