هل العشق الجاهلي انتهى؟؟؟
في الزمان البعيد ومنذ الجاهلية والعشاق يدخلون التاريخ, كان العاشق منهم مخلصاً محباً وفياً, جعله العشق رجلاً, امضى به الى طريق طويل نهاية المطاف فيه الممات ,,,وهل الموت في العشق شهادة ! وهل العشق محرمٌ يا أهل مدينتي, أم هناك ما بدى من أمور دعت إلى العشق الكاذب, وما الذي أوصلنا هذه الأيام إلى الكذب بكل شيء حتى في العشق , وما الذي أضعف شخصياتنا, وهل التعليم بدا هو الطريق إلى العشق؟ إني سائلٌ وهل من مجيب!
لتكن البداية من طلبة المدارس الذين لم تسنح الفرصة لآبائهم ان يجلسوا معهم ويدعوهم يعوا ما معنى الوقوف أمام الفتيات سواء في الأسواق أو المدارس, لعل هذا الأب كان مشغولا ولكن ألم يأن الوقت بعد لتجلس مع ابنك العاشق الصغير, وحين الجلوس ربما تتسائل كيف ستخاطب من أعماه هذا المرض, عذرا هو مرضٌ في عصرنا الحالي وليس فيما مضى, فالعشق طهارة في الماضي واليوم ذنبٌ لا يغتفر, فكيف لك ان تكون أباً صالحاً في إصلاح ابنك, وهل وضحت يوماً لأبنك ما له وما عليه؟ هل أحسسته يوماً كيف المرء يأتي بالمال, هل دعوته الى العمل ليعلم كم هو متعب, هل اخبرته عن مصير الفاسدين, وارجو التنويه هنا باني أقصد الفاسدين الذين ساروا بطريق الخطأ وابتعدوا عن الدراسة وليس الفاسدين الذين سرقوا الوطن!!!.
أسباب كثيرة دعت الطلبة يقفون امام مدارس البنات, حقيقةً تناسوا ماهية العشق الطاهر الذي عاشه العرب على مر العصور, ظهرت ملامح عشقٍ عصري لا يعيب وصفه بالعشق الهمجي, وربما أكثر من ذلك فالعشق الطاهر يحتّم على المرء عدم فعل أي سلوكٍ خاطىء من شأنه ان يقلل من احترامه وقوة شخصيته.
بات المعنى الرئيسي لهذا الطالب الذي يعترض الفتيات في الشوارع وابواب المدارس هو شخص يبحث عن شيء ينقصه, وربما مرض يستوطنه, وربما أنظار تشعره بوجوده داخل مجتمع بات فيه الأب والأم كلٌ بعمله, ناهيك عن الاستهتار العصري لدى الآباء في تربية أبنائهم.
ليس بصعبٍ أن تكون جميل وعنتر وقيس "مجنون ليلى ", لكن صعبٌ أن تكون بأخلاقهم رغم الجاهلية التي عاشوها, فنحن نعيش اليوم بجاهلية كبرى, فطلابنا بات العشق فيهم مطمعٌ, وبات الكره فيهم هدفٌ, وبات الكذب فيهم هوايةٌ, كل أسباب ذلك صنعتها أفعال خرجت من الآباء عن غير قصدٍ في اعطاء الأبناء الحرية في الافعال التي تستوجب الوقوف عليها وتفسيرها لهم, جاءت نتيجة اجهزة الاتصالات الحديثة من خلويات وانترنت , وهنا الحديث عن ماهية الانترنت في الأسرة التي تتكون من شباب مراهقين, باتت المواقع الاجتماعية تستولي على عقولهم والآباء ليسوا بعلمٍ بما يجري أثناء غيابهم, أو ربما يتجاهلون ذلك عن عمد, فهذه مشاكل مجتمعية داخل الأسرة إن لم تحل بتوجيه الأبناء للطريق الصحيح تهدد بزيادة هذه السلوكيات وظهور ظاهرة جديدة بتوقف الابناء امام الفتيات سواء على ابواب المدارس او الشوارع او الاسواق وبالتالي تزيد من التفكك الأسري بضياع الأبناء.
العشق محرمٌ على مدينتنا, العشق انتهى ... لا تسأل لماذا ؟ ولا تحدثني من انا لانهي العشق بل انا أريد العشق الجاهلي الذي يكفي بالعاشق ان يكون رجلاً يغار على عرضه, فاليوم لا وصفٌ لما يحدث من مراهقين صغار يريدون كلمة من أبٍ او أم تدعهم يسيرون في الطريق الصحيح, ولكن الأم لم يتسنى لها ان تقرأ في أصول التربية الاسلامية حتى تستطيع ان تصنع أسرة قوية لا يشوبها أي خلل, حتى الأب والأم لا يستطيعون أمر أبنائهم ونهيهم عن مقابلة الفتيات بل في بعض الاحيان يشجعون هذا العمل لأبنائهم ويدّعون كبرهم, أين نحن من هذه الأخلاق التي نوثقها بقلوب أبنائنا الصغار.
أما العشق الجامعي, من صرح به, ومن أقامه ومن يسير اليه, لنخوض هنا قليلا وبكل إيجاز, فالغرب حين أقاموا الجامعات المختلطة كانوا بعلمٍ لما سيجري فيها من عشق وغرام , ولكن ألست انت مسلم!! فلماذا لم تستغل هذا المركب التعليمي بكل امانة وتقهر عدوك بأنك تعلمت, وليس انك خرجت بعشق همجي لا وصف له بالاخلاق.
من ينصر أبناءه في زمن توغلت فيه المصائب الكبرى, من ينصرهم من مصطلح الدلع العائلي الذي يقتل أبنائنا ويزيدهم استهتاراً بحياتهم, كن أباً صالحاً واصلح ابنك يا سيدي, فعملك ليس مهماً في حال ضياع أسرة وتفككها.