معادن ثمينة تستخرج من الخردة تؤمن العيش الكريم لعائلة اردنية

تم نشره الأحد 22nd نيسان / أبريل 2012 04:10 مساءً
معادن ثمينة تستخرج من الخردة تؤمن العيش الكريم لعائلة اردنية

المدينه نيوز - " من رحم المعاناة تولد الابداعات " بهذه الكلمات بدأ سامي قوّاس حديثه عن عمله في حرفة استخراج مادتي الذهب والفضة من صور الاشعة وقطع الكمبيوتر واجهزة الاتصالات القديمة وماء تحميض الافلام (الفيكسر).

وفي حي يعج بالناس واصوات باعة متجولين يقصدون رزقا حلالا ، وباطفال يجدون في الشارع ملاذا لممارسة هواياتهم يقطن سامي واسرته المكونة من سبعة افراد في احد احياء عمان القديمة ليستمد من عبق الماضي اصرارا وكفاحا لإعالة اسرته , فبقي على ثقته بنفسه وقدراته ، وأن الطموح لا حدود له ، فخطا أولى خطواته في رحلة المستقبل المهني .

يعمل بجهد منقطع النظير وخبرة تفسر القدرة المهنية العالية لديه ، يقوم بإذابة وصهر مواد الخردة المختلفة ليستخرج منها معادن نفيسة خالية من الشوائب ويبيعها الى احد محلات الفضة والذهب لمساعدة ابنائه واسرهم وتأمين الحياة الفضلى لهم .

يمتهن سامي البالغ من العمر ستين عاما هذه الحرفة منذ اكثر من 18 عاما , وفي العام 2007 بدأ الاعداد لمشروعه الصغير بتمويل من البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة .

يقول سامي انه وبعد حصوله على قرض بقيمة ألف دينار قام بصناعة آلة بمواد اولية وبسيطة لاستخراج الفضة مشابهة لمبدأ عمل الالات المتطورة حاليا ذات الكلفة العالية التي تقدر بخمسين الف دولار .

ويضيف انه يقوم بشراء وجمع الصور الشخصية وصور الاشعة القديمة من المستشفيات ومختبرات التحميض والمطابع بأسعار معقولة مشيرا الى انها تحتوي على نترات الفضة التي يعمل على استخراجها بطريقتين.

وحول طريقة استخراج الفضة يقول انه يفرّغ ماء تحميض الافلام (الفيكسر ) في الآلة التي صنعها والتي تتسع لحوالي 180 ليترا حيث يتم تحريك الماء كهربائيا بواسطة مغناطيس يسحب النترات لتتراكم عليه .

ويضيف انه بعد ذلك يعمل على تعريض المغناطيس للنار لتجفيفه وازالة الطبقة التي تكونت لطرد الكربون المكون على تلك النترات المجمعة ثم يضعها في وعاء فخار وبوتقة ( فرن صهر ) ويعرضها للحرارة المرتفعة والهواء لصهرها , فتترسب النترات في قاع الوعاء ثم يقوم بجمعها ووضعها في قالب السبيكة ليستخرج بعدها ما مقداره خمسمئة غرام من الفضة الخالصة .

وفي سؤال حول كيفية معرفته بخلو الماء من النترات يقول سامي انه يتاكد من خلوها بواسطة سلك من النحاس يقوم بغمره بالماء , فإذا خرج ابيض اللون ايقن ان الماء لم يعد يحتوي على النترات .

اما الطريقة الثانية كما يقول فهي استخراج الفضة من صور الاشعة والصور المنتهية صلاحيتها بوضعها في برميل وغمرها بماء مغلي يذيب الطبقة المغطاة والتي تحوي النترات لتترسب بقعر البرميل على شكل طين حيث يقوم بجمعها وتجفيفها ووضعها في براميل حديدية ويعرضها للحرارة لتشتعل ذاتيا وتنصهر ثم يضعها في فرن الصهر الذي يقوم بفصل الفضة عن المواد الاخرى .

ويشير الى ان الفضة المستخرجة من تلك المواد هي كما يعرفه اصحاب بيع الفضة من نوع 999 وتعتبر من الفضة الخالصة النقية .

لم يقف طموح وابداع سامي عند ذلك الحد بل عمل ايضا على استخراج الذهب يدويا من اجهزة الاتصالات اللاسلكية والتلفونات والاجهزة الخلوية القديمة.

يقول سامي انه يجمع تلك المواد ويقوم بإذابتها بتركيب مواد كيميائية معينة تشبه ما هو متعارف عليه لدى اصحاب محلات الذهب وهو (ماء الذهب ) الذي يعمل على فصل النترات عن باقي المواد الاخرى ثم يجمعها ويصهرها ويضعها في قوالب ويبيعها مشيرا الى ان الذهب الناتج هو من عيار ال 24 .

وحول اساليب الوقاية التي يستخدمها اثناء عمله يقول انه يستخدم القفازات والكمامات للوقاية من الحرارة وبعض الغازات التي يصنفها على انها غير سامة بعد استشارة عدد من المتخصصين كونها لا تحتوي على مواد خطرة .

ويشير الى انه درب ابناءه على هذه الحرفة ويقومون بمساعدته كونها المصدر الاساس لتعليمهم وتأمين اسرهم مبينا انه تلقى عروضا من بلدان غربية الا انه رفض ليقدم لبلده الافضل وما هو مميز ويبقى بالقرب من اسرته .

الجهة الممولة لمشروع سامي وفقا لمدير الخدمات غير المالية في البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة اديب ناصر الدين يقول ان البنك يسهم في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة من خلال زيادة انتاجية اصحاب المشروعات الصغيرة المدرة للدخل، وتحسين مستوى معيشتهم وتقديم الخدمات غير المالية كالتدريب اللازم لتطوير المشروعات وتأهيل اصحابها .

ويضيف ان البنك يقدم خدمات مالية لاصحاب الدخل المحدود وبناء علاقات شراكة مع برامج ومؤسسات مختلفة للوصول الى المناطق كافة وتقديم برامج لتمكين المرأة .

ويقول ان عدد الذين استفادوا من قروض البنك وصل حتى الان الى 32 الفا منذ تأسيسه في العام 2006 .

مدير فرع البنك في منطقة الوحدات رامي النصراوين الذي مول مشروع سامي عام 2009 لتأمين المواد الاولية لمشروعه الذي يعتبر نادرا ويحتاج لمزيد من الدعم يبين ان مثل هذه القروض تقدم بعد دراستها من قبل الادارة وان سامي تدرج في طلب القروض وسددها .

(بترا)
 
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات