هل نعود لبرامج التصحيح؟

تم نشره الإثنين 23rd نيسان / أبريل 2012 03:39 صباحاً
هل نعود لبرامج التصحيح؟
فهد الفانك

أخطأ المسؤولون بطلب قروض من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي لأن لهاتين المؤسستين شروطاً لابد من تحقيقها حتى يمكن أن تقدم تسهيلات مالية ، وقروضهما مشروطة دائمأً بشروط صريحة أو ضمنية.
تحفظت هذه المؤسسات الدولية حول تقديم قروض للأردن لأنها لا تريد أن تمول دعم المحروقات وزيادة الرواتب والعلاوات وبيع الكهرباء بأقل من نصف الكلفة ، فهذه الاهداف الشعبوية لا تؤهل أي بلد للاقتراض من الصندوق أو البنك الدوليين.
طلب القروض أعطى صندوق النقد الدولي فرصة اقتراح التقدم ببرنامج تصحيح اقتصادي جديد لمعالجة التشوهات في الاقتصاد الأردني والمالية العامة ، التي خلقتها سياسات غير حصيفة ، طالما أن الأردن غير قادر على اجتراح برنامج وطني للإصلاح الاقتصادي.
بعبارة أخرى فإن الصندوق يريد أن يتعامل مع الإدارة الاقتصادية والمالية على أنها قاصر ، ولا تستطيع أن تتصرف بحكمة وتعالج الأوضاع الصعبة ، التي تزداد صعوبة مع مرور الزمن بدون إصلاح اقتصادي حقيقي.
لا يقتصر الأمر على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين يخاطبان الأردن باستعلاء ، فالاتحاد الاوروبي أيضاً لم يوفر نصائحه ، وطالب بزيادة التحول إلى القطاع الخاص القادر على خلق نمو وفرص عمل ، خاصة وأن القطاع العام غير قادر على ذلك لأنه يشكو من الترهل والحمولة الزائدة.
كانت الحكومة قد مهدت لطلبات الحصول على قروض من المؤسسات الدولية بالحديث عن ارتفاع أسعار الفائدة محلياً والرغبة بعدم مزاحمة القطاع الخاص في الحصول على التسهيلات المصرفية.
والواقع أن سعر الفائدة في الخارج ليس رخيصاً ، فالسعر المخفض الذي نسمع عنه ولا يزيد عن 1% يطبق بين البنوك فقط ، أما المقترضون فلهم أسعار خاصة تتناسب مع أوضاعهم ومخاطرهم ، فالسعر المتاح لبلد عضو في الاتحاد الأوروبي كإسبانيا لا يقل عن 7%.
 أما مزاحمة القطاع الخاص في الحصول على الائتمان من البنوك المحلية فهو حاصل فعلاً عن طريق سندات وأذونات الخزينة التي تصل إلى ثمانية مليارات من الدنانير وتمتص السيولة من البنوك.
العيوب التي يأتي برنامج التصحيح المعروض لعلاجها معروفة لنا ، وكذلك الحلول الواجب الأخذ بها ، ولكنا غير قادرين على الحركة ، فالأولوية لكسب الشعبية واسترضاء المحتجين وتأجيل العلاج.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات