" طارق " اردني تحدى المرض ( صور )
المدينة نيوز - من يشرب فنجان قهوة "كرامة" طارق .. الذي ابى الا ان يعد القهوة لضيوفه بنفسه رغم الالم و الوجع و التجاهل و الحرمان و المعاناة .. ليكمل موقعنا كبرياء طارق و تعد قهوته و هاهي تنشر قصته .. وحيدا عاجزا عن الحركة .. الا من خلال عينيك اللتين ترقبان و يديك المرتجفتين .. تركوك وحيدا على الرصيف تصارع امواج العقوق و النسيان بعد ان صرعتك ذات يوم امواج البحر فعطلت و شلت الحركة و المستقبل لكن عين الله لا تنام..فكانت هدية السماء (ماريا).. حيث سخر لك الله فتاة عشرينية (ماريا ايليا ) لتعلن اسلامها و تكون الزوجة الوفية الصالحة لفتى كانت اعماق البحر بالنسبه له حكاية يومية. وفي التفاصيل .. طارق احمد الدباغ ابن 23 عاما كان قبل 10 اعوام احد فرسان الغطس في مدينة العقبة لكنها احدى الغطسات اوقفت طارق عن البحر و الحركة و تركته وحيدا عندما اصطدم رأسه بالرمال ما سبب له كسرا في الرقبة و ضغطا على النخاع الشوكي ما نتج عنه شللا في يديه و قدميه ليعود الى منزله يبحث عن يد حانية تقدم له المساعدة و العطف .. توالت السنين و طارق جالس على عربته يبحث عن قوت يومه بمفرده بعد ان طرق ابواب وزارة التنمية الاجتماعية دون فائدة.
جاهد طارق في الوصول الى التنمية لكنه لم يفلح فاكتفى بنقل قصته و حكايته عبر النواب و الاصدقاء لعل مكتب الوزيرة يصغي لأنين و الم طارق لكن كانت الاذان صما و العيون لا تعرف الا من يطرق الباب قويا فبقي طارق يصارع الوحدة لا عمل و لا راتب و لا مسكن و لا احد يعينه على حياته اليومية .. تخلت وزارة التنمية و كل الجهات المانحة التطوعية عن طارق فجلس على الرصيف مع بسطته المتواضعة يتكسب منها يوميا بضع دنانير تعينه على الام الجسد و تكفيه حاجة السؤال لكنها الايام حبلى بالمفاجآت فلم تستمر الحالة طويلا فبدأ جسد طارق الهزيل بالضعف و الوهن و ازدادت حرب البسطات في العقبة فلم يعد مشوار طارق من المنطقة العاشرة حتى وسط البلد يكفي اجرة السيارة ليستقر في المنزل المستأجر الذي جاهد شهرا بعد شهر في دفع اجرته لكن جاء اليوم الذي تقرر فيه طرد و اخلاء طارق من هذا المنزل بعد ان تراكمت الاجرة عليه .. فحاول الشاب المريض تدبير الامور لتعاجله شركة الكهرباء بقرار آخر فصل التيار الكهربائي عن المنزل فما كان من احد الاصدقاء الا ان هب مشكورا لنجدة طارق و عائلته بوضعهم في شقة مفروشة بمعيته حتى يكتب الله امرا كان مفعولا .
(تحدثنا مع طارق الدباغ ..الذي قال ان وزارة التنمية الاجتماعية مزقت اوراقي .. و لم تقدم اية معونة طارئة او دائمة حتى انهم في الفترة الاخيرة رفضوا استقبالي .. بحثت عن عمل في العقبة الا ان وضعي الصحي لم يسعفني في الحصول على وظيفة .. تراكمت علي الديون و المرض لكن عناية الله كانت فوق كل شيء فبعث لي الزوجة الصالحة (ماريا) لتكون خير السند و العون لي في ألمي و معاناتي فقدمت لي كل الرعاية و الاهتمام و قدمت لي القلب الطيب و النفس الزكية و ها هي تؤكد انها مع طارق في ليله و نهاره رغم قسوة الظروف و اصحاب القرار و المتشدقين بالحالات الانسانية و الحاجات الخاصة و التنمية الاجتماعية و الانسانية و غيرها متسائلا في الوقت ذاته الى متى يطول الصبر و الالم ؟؟ و كما تشاهدون أجلس على كرسي ممزق لا يكاد يوصلني الى الشارع العام فما بالكم بأسرة لا تملك من قوت يومها الا التسبيح و الدعاء.
طارق الدباغ يسكن حاليا لدى صديق في المنطقة العاشرة بمدينة العقبة بلا عمل و لا راتب و لا أي معين يناشد الضمائر الحية و القلوب الرحيمة ان يقدموا له مساعدة للعمل و العلاج يحافظ فيها على بيته و كرامته .
قست عليك الايام يا طارق.. وانت تبحث عن مصدر رزق او فرصة عمل في العقبة ...ارهقك المرض و القهر و الحرمان فازدادت تكلفة علاجك الشهرية عن مائة دينار بعد ان تسلل الربو و الالم الى جسدك الهزيل ليضيف فصلا جديدا من قصة معاناتك .
و انت يا (ماريا ايليا ) ... و انت تتكئين على زوجك العطوف طارق و تقدمين نموذجا عن التضحية و الايثار لا بل تؤكدين للجميع بكلماتك المتواضعة الصادقة احببت طارق فاخلصت له و اسأل الله تعالى بعد ان اكرمني بهذا الدين الحنيف ان اعينه على الحياة واعوضه عن ايام الشقاء.. وتتابع بالم و حسرة و تقول متى تفتح وزارة التنمية الاجتماعية ابوابها.. وهل نرى قريبا فرصة عمل مناسبة لاسير القدمين طارق ... وسقفا يؤوينا في ليلنا و نهارا .. مستدركة بعبرات مخنوقة هل يطول انتظارنا ؟؟.