يحدث في بلاد الربيع العربي !!

قف قليلا وفكر طويلا, بعد مضي عام او اكثر بقليل, على انطلاق "الربيع العربي" او حركة التغيير في عدد من العواصم العربية...
الثورات الشبابية التي انطلقت من الساحات العامة ومن ميادين التحرير في تونس ومصر وليبيا واليمن انتصرت وغيرت الانظمة او على الاقل القادة تحت شعار اسقاط انظمة الاستبداد والفردية والظلم الطويل وتحت عنوان الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
الحقيقة اننا انتصرنا لهذه الثورات وانحزنا إلى مطالب الجماهير الثائرة, ولكننا نتساءل الان, ما الذي حدث, وما هي النتائج اذا كانت الامور بخواتيمها ..?!
كنا نعرف ان ما حدث هو انتفاضات وثورات شبابية وشعبية بلا قادة ولا رؤوس لانها حركات غير منظمة, لذلك شعرنا بالريبة والشك والقلق حول مستقبل ونتائج هذه الثورات, لانها معرضة للاختطاف , وقد حصل من قبل الفرق والاحزاب المنظمة التي ركبت طوف الثورة.
الان وبعد مضي أكثر من عام بقليل على انطلاق ثورات "الربيع العربي" لاحظنا غياب القضية الفلسطينية كقضية مركزية قومية, كما لاحظنا غياب الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان, والتضييق على حرية التعبير اكثر من التضييق على الحريات في عهود الاستبداد والظلم والقمع, كما ثبت تراجع النشاط الثقافي والفكري والفني الحر, حيث عمت المخاوف وانتشر القلق في اجواء نشطاء الحركة الثقافية والفنية والفكرية في بلاد "الربيع العربي" بسبب وصاية الاحزاب الدينية والسلفية وهيمنتها على السلطات والمؤسسات في عواصم التغيير, وسيادة نهج الاقصاء ورفض الآخر تحت شعار ما افرزته صناديق الاقتراع وهي من نتاج ردة الفعل الشعبية على فشل وفساد الانظمة الاستبدادية وما نخشاه الان هو الانتقال من استبداد الفرد العلماني الى استبداد الحزب الديني في انظمة الربيع العربي وكأنك يا ابو زيد ما غزيت...( العرب اليوم )